بسم الله الرحمن الرحيم
ما معنى الغضب وماهي أنواعه وكيفية علاجه
عبر ابن الجوزي عن الغضب بقوله: والغضب حرارة تنتشر عند وجود ما يُغضب، فيغلي عندها دم الذات طالبًا للانتقام، وربما أَثَّر الحمى.
عنْ أَبِي هُرِيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: للنَّبي صلى الله عليه وسلم : أَوْصِنِي. قَالَ: (لاَ تَغْضَبْ). فَرَدَدَ مِرَارَاً قَالَ: (لاَ تَغْضَبْ)
رَوَاهُ البُخَارِي.
ما مَعْنَى لاَ تَغْضَبْ
أَي لاَ تُنَفِّذْ غَضَبَكَ إِذَا أَحَدٌ أَغْضَبَكَ لأَنَّ الْغَضَبَ عَمَلٌ قَلْبِيٌّ لاَ يَمْلِكُ الإنْسَانُ دَفْعَهُ؛ وَإِنَّمَا يَمْلِكُ اجْتِنَابَ أَسْبَابِ الْغَضَبِ، وَتَنْفِيذَهُ إِذَا غَضِب، فَلَيْسَ الْعَيْبُ أَنْ يَغْضَبَ الإنْسَانُ؛ وَإِنَّمَا الْعَيْبُ اسْتخْدَامُ الْيَدِ, وَاللِّسَانِ.
من كتاب لا تغضب ،محمد العماري
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (لَيْسَ الْشَّدِيْدُ بِالْصُّرَعَةِ وإِنَّمَا الْشَّدِيْدُ الْذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ).
رواه البخاري ومسلم
قَالَ أَبُو حَاتِم ٍ: الْغَضَبُ بَذْرُ الْنَّدَم ِ، وَتَرْكُهُ أَسْهَلُ مِنْ إِصْلاَح ِمَا يُفْسِدُهُ. وَسُرْعَةُ الْغَضَبِ مِنْ شِيَم ِ الْحَمْقَى.
وَقَالَ الْحَسَنُ: يَا بْنَ آدَمَ كُلَّمَا غَضِبْتَ وَثَبْتَ يُوْشِكُ أَنْ تَثِبَ وَثْبَةً فَتَقَعَ في الْنَّارِ.
قِيْل: الْشَّيْطَانُ أَقْدَرُ مَا يَكُونُ عَلَى الإنْسَان إِذَا كَانَ غَضْبَان، يَقُودُهُ إِلى الْشَّطَطِ، وَيُوقِعُهُ فِي الْغَلَطِ.
قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: مَنْ كَثُرَ غَضَبُهُ، كَثُرَ غَلَطُهُ، وَزَادَ شَطَطُهُ.
انواعه الغضب
غضب مذموم وغضب محمود
الغضب المذموم هو الذي يعمي صاحبه عن الحق، ويفقده بصر البصيرة، والفكر فتأخذه العزة بالإثم، ويعرض عن النصح إذا نصح، وربما زاد هيجانًا، وإذا روجع في قول ازداد سخطًا ولجاجًا.
وقد يحدث منه ضرر على من حوله، وتجده متغيرًا لونه، مرتعشة أعضاؤه، زائغًا بصره، وكالأعمى يسب الجماد، والحيوان، ويبطش بكل ما يصادفه، وربما لا يشفي غلة، وقد يحدث منه طلاق، ولعن وسب، وشتم، فهذا غضب مذموم قبيح مرذول ينتصر فيه إبليس على هذا الذي لا يملك نفسه عند الغضب .
ومثل هذا الغضب يهدم الجسم، ويتلف الصحة، ويحرم صاحبه الراحة والهناء ويجعل نظرته إلى الحياة مظلمة سوداء فالتفريط في الغضب ضعف، والإفراط تهور وجنون.
الغضب المحمود فمن الغضب المحمود الغضب على من تعدى على بلاد إسلامية أو تعدى على مسلم أو مدح غير الدين الإسلامي أو ذكر الله أو كتابه أو ملائكته أو رسله بسوء أو سب صحابيًا أو إمامًا مشهورًا بالتقي والورع
ومن الغضب المحمود الغضب على من مدح الكفرة والمنافقين وأئمة الضلال
والغضب على من ابتدع في الدين بدعًا أو نشرها أو دعا إليها أو مدح محلليها أو مدح الكفار أو مدح الملاهي والمنكرات التي حطمت الأخلاق وقضت عليها وأتلفت الأموال وقتلت الأوقات وأورثت الخلق أفانين العداوات وأحدثت التفرق في البيوت والقلوب.
علاج الغضب من السنة النبوية
1.تغيير الهيئة فإن كان واقفا فاليجلس وإن كان قاعدا فاليضطجع
عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (إذا غضب أحدُكُم وهو قائمٌ، فليجلس، فإن ذهبَ عنه الغضبُ، وإلاَّ فليضطجع)
(رواه البيهقي في شعب الإيمان/ 7932)
2. السكوت عند الغضب لكي لا يثور الغضب ولا يكثر غلطه لأن الغضبان يمكن أن لا يعي ما يقول
جاء في حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا غضب أحدُكُم، فليسكُت)، قالها ثلاثًا
(جامع العلوم والحكم: 1/ 366)
3. الوضوء عند الغضب
قال رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الغضب من الشَّيطان، وإنَّ الشيطان خُلِق من النَّار، وإنَّما تُطفأُ النَّارُ بالماء، فإذا غضب أحدُكُم فليتوضَّأ)
(رواه أبو داود/ 4784).
4. الغسل عند الغضب
قال رسُول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الغضب من الشَّيطان، والشيطانُ من النَّار، والماءُ يُطفئُ النَّار، فإذا غضب أحدُكُم فليغتسل)
(جامع العلوم والحكم: 1/ 367).
والحمد لله رب العالمين
تعليقات
إرسال تعليق