بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي الطهارة وما أهميتها في الإسلام وكيف اهتم الإسلام بالنظافة عموما وكيف حذر من النجاسة والقذر
تعريف الطهارة:
1- الطهارة لغة: النظافة والنزاهة عن الأقذار والأوساخ، سواء كانت حسِّية كالبول والغائط، أو معنوية كالذنوب والمعاصي.
2- الطهارة شرعاً: ارتفاع الحدَث وزوال الخبث.
والحدث: هو شيء معنوي غير محسوس يقوم بالبدن تمتنع معه الصلاة ونحوها. والحدث نوعان:
1- الحدَث الأصغر: وهو ما يجب به الوضوء كخروج الرِّيح أو البول أو الغائط.
2- الحدَث الأكبر: وهو ما يجب به الغُسل كالجنابة.
أما الخبث: هو النجاسة المادية التي قد تصيب اللّباس أو البدن أو مكان الصلاة، كالبول أو الغائط أو دم الحيض وغير ذلك.
أهمية الطهارة في الإسلام
1. الطهارة سبب لمحبة الله سبحانه وتعالى
{إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة:222]
2. الطهارة نصف الأيمان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطُّهورُ شَطرُ الإيمانِ )) رواه مسلم (223).
قال ابن رجب: (الصحيحُ الذي عليه الأكثرون: أنَّ المرادَ بالطُّهورِ هاهنا: التَّطهُّرُ بالماء مِن الأحداثِ) ((جامع العلوم والحكم)) (2/7).
3. لا تقبل صلاة المسلم التي هي ثاني ركن من أركان الإسلام و عماد الدين إلا بطهارة كاملة ووضوء
قال تعالى: {وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ} [المائدة:6]
و قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} [المائدة:6].
4. الله تعالى يثنى على المتطهرين
أثنى جل وعلا على أهل مسجد قباء فقال: ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة:108].
5. أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم والمسلمين بالطهارة
قال تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر:4]
أهمية النظافة في الإسلام
1. أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإغتسال مرة كل أسبوع
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حَقٌ على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يومًا يغسل فيه رأسه وجسده" [رواه البخاري ومسلم].
2. تنظيف الأسنان بالسواك من السنن المؤكدة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة" [رواه البخاري ومسلم]، وفي رواية عند البخاري: "عند كل وضوء"
3.تَحْسين الهيئةِ، وتَنظيفِ البَدَنِ جُمْلةً وتَفصيلًا، والاحتياطِ للطَّهارةِ، وحُسْنِ مُخالَطَةِ النَّاسِ بكفِّ ما يتأذَّى برِيحِهِ عَنْهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عشر من الفطرة: [الفِطْرةُ هيَ أَصْلُ الخِلْقَةِ الَّتي يكونُ عليها كلُّ مولودٍ، والمُرادُ بها: السُّنَّةُ وأَصْلُ الإسْلامِ]
قص الشارب، [أيْ: تَهْذيبُ شَعْرِ الشَّارِبِ، والأخْذُ مِنْه ما يَزيدُ على شَفَةِ الفَمِ العُلْيَا،]
وإعفاء اللحية، [أيْ: تَرْكُ شَعرِ اللِّحيةِ وعدمُ الأخْذِ منه،]
والسواك، [أيْ: تَنظيفُ الفَمِ والأسْنانِ بالسُّواكِ]
واستنشاق الماء، [أيْ: غَسْلُ الأنْفِ بالمَاءِ بالاسْتِنشاقِ؛ ليَخرُجَ ما فيه مِن أَذًى وقَذَرٍ]
وقص الأظفار، [أيْ: تَقْليمُها وعدمُ تَرْكِها طَويلةً تَرْكًا يَتَجاوَزُ به أربَعينَ ليلةً كما في حديثٍ آخَرَ؛ لأنَّها مَظِنَّةُ الأَوْساخِ والضَّررِ،]
وغسل البراجم [وهي العُقَد التي في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسَخ] ،
ونتف الإبط، [أيْ: إزالةُ شَعرِ الإبطِ]
وحلق العانة [وهو حلق الشعر الذي يكون حول الفرج]،
وانتقاص الماء [وهو الاستنجاء بعد البول]"
[رواه مسلم 261].
4. تمشيط الشعر وتنظيف الثياب
عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه قال: (أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرًا في منزلنا، فرأى رجلًا شَعِثًا، فقال: أما كان هذا يجد ما يُسكِّن به شعره؟ ورأى رجلًا عليه ثياب وَسِخة، فقال: أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه)؛ [صحيح ابن حبان (5483)]
5. الإهتمام برائحة الفم
عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا - أو ليعتزل مسجدنا - وليقعد في بيته، وإنه أُتيَ ببَدْرٍ - قال ابن وهب: يعني: طبقًا - فيه خضِرات من بُقُول، فوجد لها ريحًا، فسأل عنها فأُخبر بما فيها من البقول، فقال: قربوها، فقربوها إلى بعض أصحابه كان معه، فلما رآه كرِه أكلها قال: كُلْ؛ فإني أناجي من لا تناجي)؛ [صحيح البخاري (7359)].
6. تقديم اليد اليمنى لما فيه طهارة وتكريم، وتقديم اليسرى في الضد من ذلك.
أخرج الشيخان عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمنه ولا يتمسح بيمينه."
وثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت يده اليسرى لخلائه، وما كان من أذى.)
أخرجه أبو داود (33) واللفظ له، وأحمد (26283)
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عها: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ، في تَنَعُّلِهِ، وتَرَجُّلِهِ، وطُهُورِهِ، وفي شَأْنِهِ كُلِّهِ.)
أخرجه البخاري (168)، ومسلم (268)
7. اهتمام الإسلام بالنظافة حتى في الخلاء
روى مسلم عن سلمان قال: قال لنا المشركون: إني أرى صاحبكم يعلمكم، حتى يعلمكم الخراءة، فقال: أجل، إنه نهانا أن يستنجي أحدنا بيمينه أو يستقبل القبلة، ونهى عن الروث والعظام، وقال: " لا يستنجي أحدكم بدون ثلاثة أحجار."
التحذير من النجاسة والقذر:
وقد حذَّر الإسلام الحنيف من الإهمال في أمر النظافة وعدم الاحتراز من القذر والنجس، وذلك يكون بقطع آثار النجاسات العارضة في البدن أو الثوب أو الفُرُشِ أو الآنية أو الطرق أو غيرها، وعدَّ الخروج على هذه الآداب فقدًا للإنسانية في الدنيا، وتعرضًا للعذاب في الآخرة، وعدَّ أصنافًا من صور هذه النجاسات التي يجب معرفتها والاحتراز من الوقوع فيها؛ ومنها على سبيل المثال:
1. عدم الاستبراء من البول
عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: (مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزهُ من بوله، ثم أخذ عودًا فكسره باثنين، ثم غرز كل واحد منهما على قبر، ثم قال: لعله يخفف عنهما العذاب ما لم ييبسا)؛ [صحيح ابن حبان (3128)].
2. الدم المسفوح من الرجس ومعه الميتة ولحم الخنزير
قال الله تعالى: ﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 145].
3. الخمر وهو من النجاسات
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90].
4. سؤر الكلب في الأواني (بقية الشيء بعد ولوغه)
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (طَهورُ إناءِ أحدكم إذا ولغ فيه الكلب، أن يغسله سبع مرات أُولاهنَّ بالتراب)؛ [صحيح مسلم (279)].
تعليقات
إرسال تعليق