بسم الله الرحمن الرحيم
سوء الظن بالله تعالى
سوء الظن بالله عز وجل من أكبر الكبائر، بل هو من سمات المنافقين والكفار، فإنهم يظنون بالله أنه لن ينصر دينه، ولن يعلي كلمته، وأن أهل الباطل ستكون لهم الدائرة على أهل الحق، ولكن الله يخيب ظنهم، ويجعل دائرة السوء عليهم في الدنيا قبل الآخرة.
قال الله تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} ال عمران اية 154
و قال الله تعالى: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ} الآية: [فصلت: 23]
و قال الله تعالى {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ}الفتح اية 6
وقال تعالى {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} » [فصلت: 23] .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ادْعُوا اللهَ وأنتمْ مُوقِنُونَ بالإجابةِ ، واعلمُوا أنَّ اللهَ لا يَستجيبُ دُعاءً من قلْبٍ غافِلٍ لَاهٍ)
أخرجه الترمذي (3479) واللفظ له، والبزار (10061)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم : ( قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ )
أخرجه البخاري (7405)، ومسلم (2675)، والترمذي (3603)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7730)، وابن ماجه (3822) أوله في أثناء حديث، وأحمد (9076) باختلاف يسير، وابن حبان (639) واللفظ له
قال القرطبي قيل معنى ظن عبدي بي، أي ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكا بصادق وعده، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم : (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)
وعن ابن مسعود قال: (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وعكاً شديداً، فقلت: يا رسول الله! إنك لتوعك وعكاً شديداً، قال: نعم، كما يوعك رجلان منكم فقلت: ذلك لأن لك أجرين؟ قال: نعم)
أخرجه البخاري (5660)، ومسلم (2571)، وأحمد (4346)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7505)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (4/128) واللفظ له
فمن فضل الله على الإنسان أن يعترف بأن كل ما وقع عليه هو بقدر الله جل وعلا، فيجب أن يحسن الظن بربه،
سوء الظن بالله خطير: لأن حسن الظن بالله من واجبات التوحيد مبني على العلم برحمة الله وإحسانه وعزته وحكمته وكافة أسمائه وصفاته، وسوء الظن به سبحانه ينافي التوحيد.
قال ابن القيم:
* مَن ظنَّ به أن يترُكَ خلقه سُدى، معطَّلينَ عن الأمر والنهي، ولا يُرسل إليهم رسله، ولا ينزِّل عليهم كتبه، بل يتركهم هَمَلاً كالأنعام فقد ظن بالله ظن السوء.
*من ظنَّ أنه يُضَيِّعُ عليه عملَه الصالحَ الذى عملَه خالصاً لوجهه الكريمِ على امتثال أمره، ويُبطِلَه عليه بلا سبب من العبد، أو أنه يُعاقِبُه بما لا صُنعَ فيه فقد ظن بالله ظن السوء.
*مَن ظنَّ به خِلاَفَ ما وصف به نَفسه ووصفه به رسله، أو عطَّل حقائقَ ما وصف به نفسه، ووصفته به رُسله فقد ظن بالله ظن السوء.
* ومَن ظنَّ به أنه إذا ترك لأجله شيئاً لم يُعوِّضه خيراً منه، أو مَن فعل لأجله شيئاً لم يُعطه أفضلَ منه فقد ظن بالله ظن السوء.
* مَن ظنَّ به أنه يغضبُ على عبده، ويُعاقبه ويحرمه بغير جُرم. فقد ظن بالله ظن السوء.
*ومن ظنَّ به أنه إذا صدقه في الرغبة والرهبة، وتضرَّع إليه، وسأله، واستعان به، وتوكَّل عليه أنه يُخيِّبُه ولا يُعطيه ما سأله، فقد ظنَّ به ظنَّ السَّوءِ، وظنَّ به خلافَ ما هو أهلُه.
تعليقات
إرسال تعليق