السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى
الله عليه وسلم وآله واصحابه اجمعين
فإن من أهم ما يشغل الناس اليوم هو الرزق وما يعين عليه وما مفهومه الشرعي وكيف يطلب وكيفية زيادته
فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لو أنَّ ابنَ آدمَ هرب من رزقِه كما يهرُبُ من الموتِ ، لأدركه رزقُه كما يُدرِكُه الموتُ
اخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة
أي أن الرزق المكتوب لك آتيك لا محال كما هو حال الموت
ورى جابر بن عبدالله قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم :
أيُّها النَّاسُ اتَّقوا اللَّهَ وأجملوا في الطَّلبِ فإنَّ نفسًا لن تموتَ حتَّى تستوفيَ رزقَها وإن أبطأَ عنْها فاتَّقوا اللَّهَ وأجملوا في الطَّلبِ خذوا ما حلَّ ودعوا ما حَرُمَ .
صحيح ابن ماجه( 1756 )
أي أن الإنسان لن يموت حتى يأخد كل ما كتبه الله له فعليه الأعتدال في طلب رزقه وذلك لان لجسده عليه حق ولأهله عليه حق والأهم حق الله على العبد فالله هو الرزاق وإن ظن العبد أن رزقه تأخر فعيه إجتناب المال الحرام والسعي بطلب الحلال
وقال الله تعالى في هذا الشأن
{ وَفِى السَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }
[ سورة الذاريات : 22 ]
اي أن ارزاق العباد وأقدارهم ينزلها الله من عنده
ومن هنا يأتي التوكل على الله فمن التوكل قوله تعالى:
{وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [المائدة:23]
وقال تعالى : {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ } [يونس:84] .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا ))
رواه الترمذي وصححه الألباني
والله امرنا مع توكلنا عليه ان لا نترك الأسباب الدنيوية
عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ ؟ قَالَ : ((اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ ))
رواه الترمذي وحسنه الألباني
فجمع هذا الحديث بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في سبب نزول قوله تعالى {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } [البقرة:197] قال : ((كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَحُجُّونَ وَلَا يَتَزَوَّدُونَ وَيَقُولُونَ : نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ ، فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَأَلُوا النَّاسَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } ))
وهذا يؤكد أن خير الزاد التقوى والتوكل على الله ويأمر بالأخذ بالأسباب مع التوكل عليه سبحانه وتعالى
وهنا لنا سؤال هل للعبد من زيادة في الرزق وكيف السبيل الى هذه الزيادة
عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يرُدُّ القدرَ إلَّا الدُّعاءُ ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البِرُّ وإنَّ الرَّجلَ ليُحرَمَ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُذنبُه
اخرجه المنذري في الترغيب والترهيب.وقيل انه حديث بين الصحيح و الحسن
فالحديث يدل أن الدعاء يغير الأقدار ويمكم من خلاله زيادة الرزق وأن تغير القدر بالدعاء تحت علم الله السابق له ومن هذا الحديث يعلم أن المعاصي من موانع الرزق
وعلى العبد طلب العون من الله بما أمر قال تعالى:
{ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلٰوةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخٰشِعِينَ }
[ سورة البقرة : 45 ]
فبالصبر والصلاة تحصل المعونة من الله على جميع أمور الدنيا والآخرة
وقال تعالى:
{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلٰوةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْـَٔلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعٰقِبَةُ لِلتَّقْوٰى }
[ سورة طه : 132 ]
أمرنا الله تعالى أن نهتم بأمور الدين والآخرة ونأمر اهلنا بالصلاة والصبر عليها والله تكفل بأرزاقنا وقال أن العاقبة في الدنيا والآخرة للمتقين
ومن اسباب حصول الرزق الإستغفار
قال تعالى:
{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنّٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهٰرًا (12) }
[ سورة نوح : 10 الى 12 ]
قال نوح لقومه استغفر الله انه غفارا ورغبهم بالتوبة والأيمان والإستغفار بأن الله يرسل عليكم الخير من السماء ويرزقكم بأموال وبنين وجنات وانهار
وصلة الرحم تزيد في الرزق
روى البخاري ومسلم عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.
والخلاصة أن الرزق مكتوب عند الله ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها والعمل والأجتهاد والأخذ بالأسباب واجبة والتوكل على الله أوجب وعلى المسلم ان يعتدل في طلب الرزق وأن لا يقصر في حق الله عليه وان يدعو الله وخصوصا في الثلث الأخير من الليل حيث يتنزل الله سبحانه الى السماء الدنيا وأن يكثر من الصلاة ويأمر أهله بها وان يكثر من الإستغفار ولا يترك صلة ارحامه والله هو الرزاق ذو القوة المتين
والحمد لله رب العالمين
اضغط هنا لمشاهدة الموضوع على اليوتيوب
اضغط هنا لمشاهدة الموضوع على اليوتيوب
جزاك الله خيرا يا أخي
ردحذفوأياكم
حذفجزاك الله خيرا
ردحذفجزاك الله خيرا
ردحذفوإياكم
حذفجزاك الله خيرا
ردحذفواياكم
حذفوإياكم
ردحذفوإياكم
ردحذف