بسم الله الرحمن الرحيم
ما معنى لا إله إلا الله وما مفهومها وما هي شروطها
كَلِمَةٌ قَامَتْ بِهَا الْأَرْضُ وَالسَّمَوَاتُ، وَفَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهَا جَمِيعَ الْمَخْلُوقَاتِ، وَعَلَيْهَا أُسِّسَتْ الْمِلَّةُ، وَنُصِبَتْ الْقِبْلَةُ، وَلِأَجْلِهَا جُرِّدَتْ سُيُوفُ الْجِهَادِ، وَبِهَا أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ جَمِيعَ الْعِبَادِ؛ فَهِيَ فِطْرَةُ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا، وَمِفْتَاحُ عُبُودِيَّتِهِ الَّتِي دَعَا الْأُمَمَ عَلَى أَلْسُنِ رُسُلِهِ إلَيْهَا، وَهِيَ كَلِمَةُ الْإِسْلَامِ؛ وَمِفْتَاحُ دَارِ السَّلَامِ، وَأَسَاسُ الْفَرْضِ وَالسُّنَّةِ، وَمَنْ كَانَ آخِرَ كَلَامِهِ لَا إلَه إلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ
تعريف لاإله إلا الله:
أي لا معبود يستحق العبادة إلا الله، فهي تتكون من ركنين أساسيين، الأول: نفي الألوهية الحقيقية عن غير الله سبحانه، والثاني: إثبات الألوهية الحقيقية له سبحانه دون من سواه.
ولا إله إلا الله هي أول دعوة الرسل وهي أول دعوة النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا) وهي كلمة التوحيد والإخلاص والحق قال الله تعالى { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج:62]
وكلمة لاإله إلا الله والإقرار بها و تصديقها والعمل بمقتضاها واجب على كل مسلم مكلف
ولها سبعة شروط
شروط لا إله إلا الله
1• العلم:
المراد به العلم بمعناها المراد منها المنافي للجهل بذلك, قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الله}،[محمد:19] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة). صحيح مسلم 26
2• اليقين:
اليقين المنافي للشك يقينا جازماً, قال تعالى: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الذِّينَ آمَنُوا بِالله وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة). صحيح مسلم 27
3• القبول:
القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه, وقد قص الله عز وجل علينا من أنباء ما قد سبق من إنجاء من قَبِلَها وانتقامه ممن ردها وأباها قال الله تعالى {إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ.إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات:34-35].
4• الانقياد:
الانقياد لما دلت عليه؛ قال تعالى: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى} [لقمان:22]، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: " العروة الوثقى هي لا إله إلا الله ".
5• الصدق:
وهو أن يقولها صادقا من قلبه، يواطئ قلبه لسانه, قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ.يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة:8-9].، وقال صلى الله عليه وسلم: (من قال: لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة) أخرجه أحمد (19597) واللفظ له، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (4003)، والطبراني كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (10/86).
6• الإخلاص:
وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك, قال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} [الزمر 2]، وقال الله تعالى:{وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ} [البينة:5] وقال صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه لم يدخل النار).أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (10975)، وابن ماجه (3796) بمعناه، وأحمد (22060)
7• المحبة:
أي المحبة لهذه الكلمة ولِمَا اقتضته ودَلَّت عليه، وبُغْض ما ناقض ذلك؛ قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ} [البقرة:165] و قال صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ.) أخرجه البخاري (16)، ومسلم (43)
فهذا هو معنى هذه الكلمة، وهذه هي شروطها التي بها تكون سبب النجاة عند الله سبحانه. وقد قيل للحسن إن أناساً يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال: من قال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.
والحمد لله رب العالمين
تعليقات
إرسال تعليق