القائمة الرئيسية

الصفحات

فضل كلمة التوحيد لا إله إلا الله ومنافعها

 بسم الله الرحمن الرحيم




[ فضل  لا إله إلا الله]
 

لهَا فَضَائِل عَظِيمَة وَلها من الله مكانة، من قَالَهَا صَادِقا أدخلهُ الله الْجنَّة.  

هِي كلمة وجيزة اللَّفْظ قَليلَة الْحُرُوف خَفِيفَة على اللِّسَان ثَقيلَة فِي الْمِيزَان، وهي  التي من أتى بها يوم القيامة فقد سعد سعادةً لا يشقى بعدها أبداً، ومن أعرض عنها وكفر شقي شقاوة لا يسعد بعدها أبداً.


فقد روى ابْن حبَان وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قَالَ مُوسَى يَا رب عَلمنِي شَيْئا أذكرك وأدعوك بِهِ قَالَ يَا مُوسَى قل لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ كل عِبَادك يَقُولُونَ هَذَا قَالَ يَا مُوسَى لَو أَن السَّمَوَات السَّبع وعامرهن غَيْرِي والأرضيين السَّبع فِي كفة وَلَا إِلَه إِلَّا الله فِي كفة مَالَتْ بِهن لَا إِلَه إِلَّا الله"  فَالْحَدِيث يدل على أَن لَا إِلَه إِلَّا الله هِيَ أفضل الذّكر.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى مبيناً فضل هذه كلمة،

"أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة قامت بها الأرض والسماوات، وفطر الله عليها جميع المخلوقات، وعليها أسِّست الملة، ونصبت القبلة، ولأجلها جرِّدت سيوف الجهاد، وبها أمر الله سبحانه جميع العباد؛ وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها، ومفتاح عبوديته التي دعا الأمم على ألسن رسله إليها، وهي كلمة الإسلام، ومفتاح دار السلام، وأساس الفرض والسنّة، ومن كات آخر كلامه: لا إله إلا الله؛ دخل الجنة"

و هي الكلمة الطيبة التي قال الله تعالى فيها: {أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم: 24].

قال ابن القيم رحمه الله: "الكلمة الطيبة هي شهادة أن لا إله إلا الله"، فإنها تثمر جميع الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة، وكل عمل صالح مرضيٍّ لله ثمرة هذه الكلمة، 

وفي (تفسير علي بن أبي طلحة)، عن ابن عباس قال: "كلمة طيبة: شهادة أن لا إله إلا الله، كشجرة طيبة، وهو المؤمن، أصلها ثابت: قول لا إله إلا الله، في قلب المؤمن، وفرعها في السماء، يقول: يرفع به عمل المؤمن إلى السماء".

فلا ريب أن هذه الكلمة من هذا القلب على هذا اللسان لا تزال تؤتي ثمرها من العمل الصالح الصاعد إلى الله كل وقت، وهذ الكلمة الطيبة تثمر كلماً كثيراً طيباً يقارنه عملٌ صالح فيرفع العمل الصالح الكلم الطيب، كما قال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]؛ فأخبر سبحانه أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب، وأخبر أن الكلمة الطيبة تثمر لقائلها عملاً صالحاً كل وقت.


وهناك أحاديث كثير توضح فضل هذه الكلمة ،منها:

َعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ  صلى اللهُ عليه وسلَّم  يَقُولُ: 

" أَفْضَلُ الذِّكْرِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ: الْحَمْدُ للهِ رواه ابن حبان والحاكم


 عَنِ أَبي إسْحَاقَ، عَنِ الأَغَرِّ أَبي مُسْلِمٍ، أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبي هُرَيْرَةَ وَأَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - قَالَ: «إذَا قَالَ الْعَبْدُ: لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: صَدَقَ عَبْدِي، لاَ إلهَ إلاَّ أَنَا، وَأَنَا اللَّهُ أَكْبَرُ، وَإذَا قَالَ الْعَبْدُ: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدي، لاَ إلهَ إلاَّ أَنَا وَحْدِي، وَإذَا قَالَ: لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لاَ إلهَ إلاَّ أَنَا وَلاَ شَرِيكَ لِي، وَإذَا قَالَ: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لاَ إلهَ إلاَّ أَنَا، لِي الْمُلْكُ، وَلِيَ الْحَمْدُ، وَإذَا قَالَ: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لاَ إلهَ إلاَّ أَنَا، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بي».رواه الألباني في صحيح ابن ماجه


عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ»رواه ابن النجار


عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ»


وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من قال: لا إله إلا الله وحدة لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يومه مائة مرة، كتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له عدل عشر رقاب، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحد بمثل عمله إلا رجل عمل مثل عمله أو زاد عليه


وجاء عند الحاكم وغيره، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قال موسى عليه السلام وكان موسى يكلم الله كفاحاً بلا ترجمان: يا رب! أسألك كلمةً أدعوك بها وأناجيك، قال الله عز وجل: يا موسى! قل: لا إله إلا الله، قال موسى عليه السلام: يا رب! كل عبادك يقولون: لا إله إلا الله -يريد كلمة جديدة لم يسمع الناس بمثلها- قال: يا موسى! لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين في كفة، ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله}.


قال تعالى: {إنهم كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات:35] 

وأنزل سُبحَانَهُ وَتَعَالَى على رسولنا عليه الصلاة والسلام، كلمة التوحيد وقرنها بالاستغفار من الذنب، فقال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد:19].


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: قرن سُبحَانَهُ وَتَعَالَى بين التوحيد والتنزيه عن الأنداد والأضداد، وبين الاستغفار من الذنوب، فقال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد:19].


والحمد لله رب العالمين

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق