بسم الله الرحمن الرحيم
نصائح مهمة مبنية على القرآن والسنة في تحسن العلاقة بين الزوجين وتلافي الخلافات وزيادة الألفة والمودة بينهما
أولى الإسلام اهتماما كبيرا بالعائلة والحياة الزوجية فمنها ينطلق بناء المجتمع الإسلامي والأمة عموما ومن مظاهر هذا الإهتمام
١. من ناحية العلاقة بين الزوجين
قال الله تعالى { وَمِنْ ءَايٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوٰجًا لِّتَسْكُنُوٓا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَءَايٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
[ سورة الروم : 21 ]
٢. من ناحية العلاقة بين الأبوين والأولاد
قال الله تعالى: { وَقَضٰى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓا إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِالْوٰلِدَيْنِ إِحْسٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا }
[ سورة الإسراء : 23 ]
٣. من ناحية العلاقة بين الأخوة
روى الإمام أحمد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( بر أمك وأباك، وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك)
٤. من ناحية العلاقة بين الأقارب عموما
قال الله تعالى : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِالْوٰلِدَيْنِ إِحْسٰنًا وَبِذِى الْقُرْبٰى وَالْيَتٰمٰى وَالْمَسٰكِينِ وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبٰى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنۢبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمٰنُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا }
[ سورة النساء : 36 ]
وبما أن الأصل في العائلة هم الزوج والزوجة فلا بد من توافق بينهما وتعاون وتفاهم يضمن ترابط الأسرة وعدم تفككها ويحقق السعادة المرجوة بينهما والتي هي مطلب كل زوجين فمن أسباب السعادة الزوجية
أولا. أختيار الزوجين
من أهم أسباب السعادة بين الزوجين حسن أختيار الزوج الصالح والزوجة الصالحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها ولِحَسَبِها وجَمالِها ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ)
صحيح البخاري (5090) ومسلم(1466)
ثانيا: الصدق
عن أبي محمد، الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك؛ فإنَّ الصدق طمأنينة، والكذب ريبة)
ثالثا: الرضا
قال صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر).
رواه مسلم
لا يَفرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً"، و"الفِرْكُ": البُغْض، أي: لا يَحصُلُ البُغضُ التامُّ لها؛ وذلكَ لأنَّه إنْ كَرِهَ منها خلُقًا، أي: خُلُقًا سيِّئًا، رضيَ منها آخَرَ أو غَيْرَه، أي: رَضِيَ بخلُقٍ حسنٍ، فيَحمِلُه ما رضِيَ من الحَسنِ، على الصبْرِ على ما لا يَرضَى مِن السيِّئ.
رابعا: بناء الثقة
بناء الثقة بين الزوجين يبدأ بتقوى الله تعالى فالمتقي يكون محل ثقة وأصحاب المعاصي ومتبعو الأهواء يكونون محل شك وشبهة وهذا الأمر عام ليس فقط بين الزوجين بل بين الناس عموما هذا من نا حية ومن ناحية أخرى فعلى كلا الزوجين الإبتعاد عن مصائد الشيطان كالشك والظن
قال الله تعالى{ يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }
[ سورة الحجرات : 12 ]
رابعا: التواصل بين الزوجين والكلام مع بعضهما والإستماع لبعضهما
هذا أمر مهم يغفل عنه بعض الأزواج والزوجات مع أنه من الأعمدة الرئيسية في الحياة الزوجية لما فيه من التقارب والألفة وتجلية وجهات النظر بين الأزواج ولهذا الموضوع عدة أدلة عملية من السنة النبوية ومن أوضحها حديث أم زرع في صحيح مسلم
خامسا: تبادل مشاعر الحب والمودة بين الزوجين
يمكن إظهار مشاعر المحبة والمودة بين الأزواح عن طريق التصريح المباشر أو عن طريق تصرفات وأفعال تعبر عن هذه المشاعر ومن
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كُنْتُ أشْرَبُ وأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَيَضَعُ فَاهُ علَى مَوْضِعِ فِيَّ، فَيَشْرَبُ، وأَتَعَرَّقُ العَرْقَ وأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَيَضَعُ فَاهُ علَى مَوْضِعِ فِيَّ).
سادسا: تحمل المسؤلية والقيام بالواجبات
يجب على الزوجين العلم بأن الزواج لا يقتصر فقط على المتعة والراحة بل على كل واحد منهما واجبات ومسؤليات فعند القيام بهذه الواجبات وتحمل المسؤوليات تختصر الكثير من الخلافات الزوجية وتزداد السعادة والراحة ضمن العائلة
عن عبد الله بن عمر قال: أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: (كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ. قالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِن رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَحْسِبُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: والرَّجُلُ في مَالِ أبِيهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ).
صحيح البخاري 2409
سابعا: تقدير ما يتحمله كل طرف من مسؤليات ومتاعب
من المهم تقدير عمل الآخر في جميع المجالات في العمل وفي الأسرة وفي المدرسة وفي الجامعة فالتقدير والشكر يزيد في الحماس والإندفاع ورفع الهمة ويدفع الملل والضيق والتعب وعلى العكس فعدم التقدير وتبخيس عمل الآخر يدفع إلى الملل والخمول والضيق والإنزعاج فيستحب من الزوجين تقدير عمل الآخر وعدم إنكار فضل الطرف الآخر وقد ورد في هذا الباب حديث نبوي خاص بالنساء لكثرة ما تشيع هذة المسألة بهن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أكْثَرُ أهْلِهَا النِّسَاءُ، يَكْفُرْنَ) قيلَ: أيَكْفُرْنَ باللَّهِ؟ قالَ: (يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، ويَكْفُرْنَ الإحْسَانَ، لو أحْسَنْتَ إلى إحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شيئًا، قالَتْ: ما رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ).
صحيح البخاري 29
ثامنا: إدارة الخلافات بشكل جيد
لابد من وجود خلافات تعتلي العلاقات الزوجية بين الحين والآخر وهذا أمر طبيعي لا إشكال فيه ولكن المشكلة تكمن عند عدم إدارة الخلاف بشكل صحيح فتكبر المشكلة ويصعب حلها ومع كثرة الخلافات يتعكر صفو العلاقة بين الزوجين ويحصل التنافر والتباغض بينهما والعياذ بالله
والله أعلم
تعليقات
إرسال تعليق