القائمة الرئيسية

الصفحات

تعريف الحسد والعين والأحكام المتعلقة بهما من كيفية ردهما والتحصن منهما

بسم الله الرحمن الرحيم




ما هو الحسد وما الأحكام المتعلقة به وكيف يمكن رده والتحصن منه

قد ثبتت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإصابة بالعين

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين  »1

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا »2

 وعن أسماء بنت عميس أنها قالت: «يا رسول الله، إن بني جعفر تصيبهم العين، أفنسترقي لهم؟، قال: نعم، فلو كان شيء سابق القدر لسبقته العين )3

ولكن يجب على المسلم أن يعلم أن أي ضرر  يصيبه  سواء ضرر العين أو غيرها لا يصيبه إلا بقدر الله تعالى،

قال تعالى { قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلٰانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } 4

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (.......وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ) 5


ولكن العين حق كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين"6

فإن الحاسد لا يزداد بحسده إلا ناراً تتلظى في جوفه؛ وكلما ازدادت نعمة الله على عباده ازداد حسرة

قال تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله} 7

 فهو مع كونه كارهاً لنعمة الله على هذا الغير مضاد لله في حكمه؛ لأنه يكره أن ينعم الله على هذا المحسود؛ ثم إن الحاسد أو الحسود مهما أعطاه الله من نعمة لا يرى لله فضلاً فيها؛ لأنه لابد أن يرى في غيره نعمة أكثر مما أنعم الله به عليه، فيحتقر النعمة


والعين تدفع بالتعويذات الشرعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم في صحيحه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: "نعم" قال:( باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك)


وقد أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم  إلى طريقة صحيحة ونافعة، يحمينا الله عز وجل بها من شر شياطين الإنس والجن من العين والحسد، والجن، ومن غير ذلك ألا وهي 

1. الأوراد والأدعية التي يقولها الإنسان بنفسه، فيقرأ ورده في الصباح، ويقرأ ورده في المساء

2. ويذكر الأدعية الواردة في المناسبات التي تعرض له

3. ويجعل قلبه مربوطاً بالله تعالى، وحياً بذكره في جميع الأحوال


((ما الفرق بين العين والحسد وكيف نحمي أنفسنا منهما ))

قال ابن عثيمين 

 العين والحسد ليس بينهما فرقٌ مؤثر ولكن أصل العين من الحسد وهو أن العائن والعياذ بالله يكون في قلبه حسدٌ لعباد الله لا يحب الخير لأحد فإذا رأى منع الإنسان ما يعجبه وهو حاسد والعياذ بالله ولا يحب الخير لأحد انطلق من نفسه هذا الزخم الخبيث فأصاب المحسود ولهذا قال الله عز وجل (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ


أما التوقي من شرور الحاسد والعائن فإنه.

أولاً: بالتوكل على الله عز وجل وأن لا يلتفت الإنسان لهذه الأمور ولا يقدرها وليعرض عنها.


ثانياً: باستعمال الأوراد النافعة التي جاء بها الكتاب والسنة فإنها خير حامٍ للإنسان مثل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في آية الكرسي أن (من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولم يقربه شيطانٌ حتى يصبح)


((حكم الكذب لدفع العين والحسد))

هل الخوف من الحسد ينافى الإيمان بالله وبقدره خيره وشره،

فإن الخوف الطبيعي الذي يجده الشخص في نفسه ولا يحمله على ترك الواجب، أو فعل المحرم، والأخذ بالأسباب، لا يتنافى مع الإيمان.

وأما الخوف الزائد الذي يجعل الإنسان يخاف هذا الشخص خوفا يجعله يعتقد أنه يمكن أن يصيبه بما يشاء من عين، أو حسد، أو مرض، أو فقر، بقدرته ومشيئته. فهذا الذي يتنافى مع الإيمان

ثم لنعلم أن الكذب حرام كما هو معلوم ،و دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وهو من أفحش الذنوب وأقبح العيوب، وإن كان العلماء قد رخصوا فيه في بعض الحالات

فإنه قد لا يدفع العين والحسد وإنما يدفعان بمداومة الأذكار الشرعية، والتحصينات النبوية، وقراءة القرآن، وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي وردت في كتب الأذكار.


((ما هو حكم إخفاء نعمة من نعم الله تبارك وتعالى))

 حكم اخفاء النعم التي أنعم بها علينا عن الناس خوفاً من الحسد. وهل في ذلك مخالفة لقوله عز وجل (وأما بنعمة ربك فحدث)

فالواجب أن يتحدث المسلم بما أنعم الله تعالى به عليه على سبيل الشكر والامتثال لا على سبيل الفخر والخيلاء, كما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } 8

والأمر وإن كان خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم فإنه عام لجميع أمته كما هو مقرر في الأصول.

فالأصل التحدث بالنعم وشكرها, وأما سترها ونكرانها فهو كفر بها؛  (التحدث بنعمة الله شكر, وتركها كفر.. )الحديث.9

إلا إذا كان المسلم يخشى من العين أو الحسد فله أن يخفي النعمة ما دام يخاف على ما أنعم الله به عليه.

فالعين حق ولها تأثير، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العين حق ... ). الحديث. وقال تعالى: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) 10


والأصل في إخفاء النعمة خوفا من الحسد والعين قول الله تعالى حكاية عن نبي الله يعقوب عليه السلام:( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ )11 

وعلى هذا، فلا مانع شرعا من إخفاء النعمة إذا كان صاحبها يخشى من الحسد وغيره والله أعلم .


المراجع

1. في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها

2. أخرجه مسلم وأحمد والترمذي وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما 

3. أخرجه الإمام أحمد والترمذي 

4. التوبة اية 51

5. رواه  الترمذي (2516 )وقال "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ  والحكم" (1/483) ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" عن ابن عباس

6. رواه مسلم.

7. [النساء: 32]

8. {الضُّحى:11} 

9. روى الإمام أحمد والطبراني وغيرهما مرفوعا:

10. {الفلق:5}

11. يوسف اية (5)

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات