السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علو الهمة في طلب العلم
على طالب العلم أن يبذل كل جهد يملكه ويستثمر كل دقيقة في حياته لتحصيل العلم ولكم في علماء الأمة أسوة
فمن ما ذكر في علو الهمة عند العلماء:
1. قال البخاري: كتبتُ عن ألف شيخ وأكثر، عن كلِّ واحدٍ منهم عشرة آلاف وأكثر، ما عندي حديث إلا أذكر إسناده.
تاريخ بغداد (10/2).
2. كان الإمام النووي يحضر في اليوم اثني عشر درسًا.
تحفة الطالبين (ص 49)
3. قال أبو العباس ثعلب: ما فقدتُ إبراهيم الحربي من مجلس لغة ولا نحو خمسين سنة.
معجم الأدباء (44/1)
4. قال سعيد بن المسيب: كنت لأسيرُ الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد.
الطبقات الكبرى (90/5).
5. قال إسماعيل بن يحيى: سمِعت الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين.
صفة الصفوة (434/١).
6. قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبو زرعة: أبوك يحفظ ألف ألف حديث؛ يعني: مليونًا.
السير (187/11).
7. قرأ ابن حجر معجم الطبراني في مجلس واحد في صالحية دمشق.
تحفة المخلصين (ص27).
8. ذكر ابن داود العطار عن ياسين بن يوسف المراكشي قال: (رأيت الشيخ محيي الدين، وهو ابن عشر سنين بنوى، والصبيان يُكرهونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي، لإكراههم، ويقرأ القرآن في هذه الحالة، فوقع في قلبي محبته، وجعله أبوه في دكان، فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن القرآن، قال: فأتيت الذي يقرئه القرآن، فوصيته به، وقلت له: هذا الصبي يُرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم، وينتفع الناس به، فقال لي: أمنجم أنت؟ فقلت: لا، وإنما أنطقني الله بذلك، فذكر ذلك لوالده، فحرص عليه، إلى أن ختم القرآن وقد ناهز الاحتلام)
ومن نصائح العلماء في علو الهمة:
1. قال مالك: "عليك بمعالي الأمور وكرائمها، واتقِ رذائلها وما سفَّ منها؛ فإنَّ الله تعالى يحبُّ معالي الأمور، ويكره سفسافها"
(ترتيب المدارك، للقاضي عياض [2/65]).
2. وقال ابن الجوزي: "من علامة كمال العقل علوُّ الهمة، والراضي بالدون دني"
(صيد الخاطر [28]).
3. وقال ابن القيم: "فمن علت همته، وخشعت نفسه، اتصف بكلِّ خلق جميل. ومن دنت همته، وطغت نفسه، اتصف بكلِّ خلق رذيل"
(الفوائد، ص [97]).
4. وقال أيضًا: "العلم والعمل توأمان أمهما علو الهمة"
(بدائع الفوائد، لابن القيم، ص [747]).
هذا شيء يسير جدا من ما ذكر في علو الهمة عند العلماء فمن قرأ في هذا الباب وجد العجب العجاب ويستحسن بطالب العلم تسلية نفسه بقرائة تراجم العلماء ونصائحهم ففيها نفع عظيم
وأختم بأبيات من القصيدة التائية للزاهد أبي اسحاق الألبيري رحمه الله في حض ابنه أبا بكر على طلب العلم
أبا بكر دعوتك لو أجبتا إلى ما فيه حظك لو عقلتا
إلى علم تكون به إماما مطاعاً إن نهيت وإن أمرتا
ويجلو ما بعينك من غشاها ويهديك الطرق إذا ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجا ويكسوك الجمال إذا عريتا
ينالك نفعه ما دمت حيا ويبقى ذكره لك إن ذهبتا
هو العضب المهند ليس ينبو تصيب به مقاتل من أردتا
وكنز لا تخاف عليه لصا خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه وينقص إن به كفا شددتا
فلو قد ذقت من حلواه طعما لآثرت التعلم واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ ولا دنيا بزخرفها فُتنتا
ولا ألهاك عنه أنيق روضٍ ولا دنيا بزينتها كلفتا
فقوت الروح أرواح المعاني وليس بأن طعمت ولا شربتا
فواظبه وخذ بالجد فيه فإن أعطاكه الله انتفعتا
والحمد لله رب العالمين
تعليقات
إرسال تعليق