القائمة الرئيسية

الصفحات

فضل الإستغفار بحث مفيد لا يفوتك (فوائد الإستغفار من القرآن والسنة وأقوال العلماء)

بسم الله الرحمن الرحيم



الاستغفار دواءٌ ناجع، وعلاجٌ نافع، يقشَعُ سُحُب الهموم، ويُزِيل غيم الغموم، فهو البَلْسَم الشافي، والدواء الكافي. إن للاستغفار ثمارًا يانعة، وفوائدَ جَمَّة، وغنيمة باهظة، إن فيه خيرَي الدنيا والآخرة، إن فيه السعادةَ في الدنيا والفلاح في الآخرة، ومَن لزِم الاستغفار فلا بد أن يربح


للإستغفار منافع كثير لا يمكن حصرها ومن الفوائد التي جمعناها


1. الإستغفار ينجي من عذاب الدنيا والآخرة

قال الله تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ

[الأنفال: 33].


وعن فضالة بن عُبَيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( «العبدُ آمنٌ مِن عذاب الله ما استغفَرَ اللهَ» ))

 أخرجه أحمد (6/ 20) بسند ضعيف، لكن حسَّنه بعض العلماء بشواهده.


وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: «خسَفَتِ الشمسُ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فقام فَزِعًا يخشى أن تكونَ الساعةُ، حتى أتى المسجد، فقام يُصلِّي بأطولِ قيامٍ وركوع وسجود، ما رأيته يفعله في صلاة قط، ثم قال: ((إن هذه الآياتِ التي يُرسِلُ اللهُ لا تكون لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكن الله يُرسِلُها يُخوِّف بها عباده، فإذا رأيتُم منها شيئًا، فافزَعوا إلى ذكرِه ودعائه واستغفاره» ))

 أخرجه البخاري (1059)، ومسلم (912).


وعن حذيفة رضي الله عنه، قال: كنتُ ذَرِبَ اللِّسان على أهلي، قلت: يا رسول الله، قد خشيتُ أن يُدْخِلَني لساني النارَ، قال: (( «فأين أنت مِن الاستغفار؟ إني لأستغفِرُ اللهَ في اليوم مائةَ مرَّةٍ» ))

أخرجه أحمد (5/ 394)، وابن ماجة (3817)، وبعضهم يصححه، والأكثرون على ضعفه.


ويذكُرُ عن عليٍّ رضي الله عنه قال: العَجَبُ ممَّن يَهلِكُ ومعه النجاة، قيل: وما هي؟ قال: الاستغفار. وكان رضي الله عنه يقول: ما أَلْهَم اللهُ سبحانه وتعالى عبدًا الاستغفارَ، وهو يريد أن يُعذِّبَه.



2. بالإستغفار تمحى ذنوب العباد

قال سبحانه:{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا
[النساء: 110]

وقال الله تعالى:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}

[طه: 82].

وقال سبحانه: { {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}

[النساء: 64]

وعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: (( «يا عبادي، إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم مُحرَّمًا، فلا تظالموا، يا عبادي، كلُّكم ضالٌّ إلا مَن هديتُه، فاستهدوني أَهْدِكُم، يا عبادي، كلُّكم جائعٌ إلا مَن أطعمتُه، فاستطعموني أُطعِمْكم، يا عبادي، كلُّكم عارٍ إلا مَن كسوتُه، فاستكسوني أَكْسُكم، يا عبادي، إنكم تُخطِئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أَغْفِرْ لكم» ))  

[أخرجه مسلم] 


وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربِّه عز وجل، قال: ((أذنب عبدٌ ذنبًا، فقال: اللهم اغفِرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلِم أن له ربًّا يغفِرُ الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنَب، فقال: أي رب، اغفِرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفِرُ الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفِرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلِم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمَلْ ما شئت، فقد غفرتُ لك)).

أخرجه البخاري (7507)، ومسلم (2758).


وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( «والذي نفسي بيده، لو لم تُذنِبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقومٍ يُذنِبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم» )). 

 أخرجه مسلم (2749). 


وعن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( «إن الشيطان قال: وعزَّتِك يا رب، لا أبرَحُ أُغوِي عبادك، ما دامَتْ أرواحُهم في أجسادِهم، فقال الرب تبارك وتعالى: وعزَّتي وجلالي، لا أزال أغفِرُ لهم، ما استغفروني» )). 

سنده حسن: أخرجه أحمد (3/ 29).


وعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( «مَن قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه ثلاثًا، غُفِرَت له ذنوبُه، وإن كان فارًّا مِن الزحف» )).

 أخرجه الحاكم (1/ 692) بسند حسن، لكنه روي موقوفًا، فالله أعلم.


وذكرعن بعض السلف أنه قيل له: كيف أنت في دينك؟ قال: أُمزِّقه بالمعاصي، وأَرْقَعُه بالاستغفار.


وعن قتادة رحمه الله قال: إن القرآن يدلُّكم على دائكم ودوائكم، أما داؤكم، فذنوبكم، وأما دواؤكم، فالاستغفار

خرَّجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6745).


وعن الحسن البصري قال: " أكثروا من الاستغفار في بيوتكم ، وعلى موائدكم ، وفي طرقكم ، وفي أسواقكم ، وفي مجالسكم ، أينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة.



3. الإستغفار سبب لرحمة الله تعالى

قال صالح عليه السلام لقومِه:{يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}

[النمل: 46]


4. الإستغفار من صفات المؤمنين

قال الله تعالى: { {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} } [آل عمران: 16، 17].


5. بالأستغفار يعطي الله للعبد من متاع الدنيا وزينتها

قال الله تعالى:{وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}

قال الطبري في تفسيره: استغفروا ربكم ثم توبوا إليه، فإنكم إذا فعلتم ذلك بسط عليكم من الدنيا ورزقكم من زينتها، وأنسأ لكم في آجالكم إلى الوقت الذي قضى فيه عليكم الموت


وقال السعدي في تفسيره: ثم ذكر ما يترتب على الاستغفار والتوبة فقال: { يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا } أي: يعطيكم من رزقه، ما تتمتعون به وتنتفعون.


6. الإستغفار سبب لنزول الأمطار وجريان الأنهار و زيادة الرزق من المال والولد

قال نوح عليه السلام: { {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} } [نوح: 10 - 12].


ذكر القرطبي رحمه الله في تفسيرِه عن ابن صُبَيح قال: شكا رجلٌ إلى الحسن الجُدُوبةَ، فقال له: استغفِرِ الله، وشكا آخر إليه الفقر، فقال له: استغفِرِ الله، وقال له آخر: ادعُ الله أن يرزقني ولدًا، فقال له: استغفِرِ الله، وشكا إليه آخر جفافَ بستانه، فقال له: استغفِرِ الله، قال: فقلنا له في ذلك؟ فقال: ما قلتُ مِن عندي شيئًا، إن الله تعالى يقول: { {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} } [نوح: 10 - 12].


7. الإستغفار يزيد القوة

قال هودٌ عليه السلام لقومه: { {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} } [هود: 52].


8. الإستغفار يلين القلب وينظفه من الفتن والمعاصي

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد إذا أخطأ خطيئةً نُكِتَت في قلبه نكتةٌ سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زِيدَ فيها حتى تعلوَ قلبَه، وهو الران الذي ذكر الله: { {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} } [المطففين: 14]

سنده حسن: أخرجه أحمد (2/ 297)، والترمذي (3334)، وابن ماجه (4244).


9. المستغفرين تسرهم صحيفتهم في الآخره

عن عبدِالله بن بُسْر رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (( «طُوبَى لِمَن وَجَد في صحيفته استغفارًا كثيرًا» ))

 أخرجه ابن ماجه بسند حسن. 


وعن الزُّبَير بن العوَّام رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( «مَن أحبَّ أن تَسُرَّه صحيفتُه، فليُكثِر فيها مِن الاستغفار» ))

 سنده حسن: أخرجه الطبراني في الأوسط (839).


وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( «يا معشرَ النساءِ، تصدَّقْنَ وأكثِرْنَ الاستغفار، فإني رأيتُكن أكثرَ أهل النار» )).

 أخرجه مسلم (79).


وعن بكر المُزَني رحمه الله قال: إن أعمال بني آدم تُرفَع، فإذا رفعت صحيفةٌ فيها استغفار رُفِعَت بيضاء، وإذا رُفِعَت ليس فيها استغفارٌ رُفِعَت سوداءَ.


10. بالإستغفار تفرج الهموم ويذهب الضيق

عن ابن عباسٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( «مَن لزِم الاستغفارَ جعَل اللهُ له مِن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ومِن كل همٍّ فرجًا، ورزقه مِن حيث لا يحتسب» ))


وقال ابن القيم: مِن أعظم أسباب ضِيق الصدرِ الإعراضُ عن الله، والغفلةُ عن ذكره، ولا يزال الاستغفارُ الصادق بالقلب حتى يردَّه بالصحة والسلامة.


ومن ما ذكر في الإستغفار

قال ابن القيم رحمه الله: سألتُ شيخ الإسلام ابن تيمية، فقلتُ: يسأل بعض الناس: أيُّما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار؟ فقال: إذا كان الثوبُ نقيًّا، فالبخور وماء الورد أنفعُ له، وإن كان دَنِسًا، فالصابون والماء أنفع له.

"الوابل الصيب" (92).


وقال ابن عبدالهادي رحمه الله في "العقود الدرية": "سمِعتُ شيخ الإسلام في مبادئ أمرِه يقول: إنه ليقفُ خاطري في المسألة والشيءِ أو الحالة التي تُشكِل عليَّ؛ فأستغفِرُ الله تعالى ألفَ مرَّةً أو أكثر أو أقل، حتى ينشرح الصدر، وينحلَّ إشكال ما أُشكِل، قال: وأكون إذ ذاك في السوق، أو المسجد، أو الدرب، أو المدرسة، لا يمنعني ذلك مِن الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي".


إذا شعرتَ بضيقٍ في صدرك، وتزاحَمَت على قلبك الهمومُ والأحزان، وضاقت عليك الدنيا، وسُدَّت في وجهك الأبواب - فاعلَمْ أنك بحاجةٍ لأَنْ تُكثِرَ مِن قول: (أستغفِرُ الله). إن الاستغفار زادُ الأبرار، وشعار الأتقياء، ومَفزَع الصالحين، به تسعَدُ القلوب، وتنشَرِح الصدور، وتنجلي الهموم، وتُثقَل الموازين، وتُرفَع الدرجات، وتُحَط الخطيئات، وتُفرَّج الكُرُبات، وكم جلب الاستغفارُ لأهله من الخيرات، وكم صرف عنهم من البلايا والمُلِمَّات!


والحمد لله رب العالمين

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات