بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز للمسلم الإحتفال اوحضور اوالمعايدة والتهنئة بأعياد غير المسلمين مثل ما يسمى عيد الميلاد الكريسمس أو عيد رأس السنة الميلادية
جعل الله للمسلمين ثلاثة اعياد عيدين في العام وهما عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد في الأسبوع وهو يوم الجمعة يؤجر على إقامة شعائرهم قال انس بن مالك رضي الله عنه قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدينةَ، ولهم يَومانِ يَلعَبونَ فيهما في الجاهِليَّةِ، فقال: إنَّ اللهَ قدْ أبدَلَكم بهما خيرًا منهما: يومُ الفِطرِ، ويومُ الأَضْحى.اخرجه احمد وابو داوود
ولفظ ابدلكم يدل على الإستبال اي التوقف والنهي عن ما سبق والأخذ بما اتى ولم يقل اضاف لكم عيدين الى أعيادكم ومنه أن على المسلم أن لا يحتفل إلا بالأعياد الواردة في القرآن والسنة وهما عيد الفطر وعيد الأضحى هذا على وجه العموم أما بخصوص التهنئة أوالإحتفال برأس السنة الميلادية أو عيد الميلاد ( الكريسمس ) اذ يحتفل اصحاب هذه الأعياد بميلاد ابن الله الذي صلب (والعياذ بالله) وهذا مخالف للقرآن والسنة قال تعالى
{ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحٰنَهُۥ ۖ بَل لَّهُۥ مَا فِى السَّمٰوٰتِ وَالْأَرْضِ ۖ كُلٌّ لَّهُۥ قٰنِتُونَ }
[ سورة البقرة : 116 ]
وقال:{ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمٰنُ وَلَدًا }{ لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْـًٔا إِدًّا }
[ سورة مريم : ]
لقد جئتم - أيها القائلون - بهذه المقالة شيئا عظيمًا منكرًا.
{ تَكَادُ السَّمٰوٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا }{ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمٰنِ وَلَدًا }
[ سورة مريم : ]
تكاد السموات يتشقَّقْنَ مِن فظاعة ذلك القول، وتتصدع الأرض، وتسقط الجبال سقوطًا شديدًا غضبًا لله لِنِسْبَتِهم ان له ولدا. تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
{ وَمَا يَنۢبَغِى لِلرَّحْمٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا }
[ سورة مريم : 92 ]
وما يصلح للرحمن، ولا يليق بعظمته، أن يتخذ ولدًا؛ لأن اتخاذ الولد يدل على النقص والحاجة، والله هو الغني
الحميد المبرأ عن كل النقائص.
كيف للمسلم بعد هذه الآيات العظيمات أن يقرب عيد من قال لله ولد تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
ومن القرآن الذي ينذر أن تجد مسلما لا يحفظة قوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدٌۢ (4) }
[ سورة الإخلاص : 1 الى 4 ]
ومن جهة الإدعاء بصلب عبد الله ورسوله عيسى عليه السلام
قال تعالى:
{ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًۢا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) }
[ سورة النساء : 157 الى 158 ]
والأدلة من القرآن والسنة أكثر من أن نستطيع سردها بهذة الكلمة الموجزة
ومن المسلمين من يقول أننا لا نحتفل ونهنئ بهذه الأعياد لأننا نعتقد بقول أصحابها ولكن جرت العادة على هذا الأمر وتواطئ عليها كثير من الناس
فنقول هنا أن الله تعالى قال في كتابه: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ ضَلَّ ضَلٰلًا مُّبِينًا }
[ سورة الأحزاب : 36 ]
وقال:{ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنۢ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدٰى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلّٰى وَنُصْلِهِۦ جَهَنَّمَ ۖ وَسَآءَتْ مَصِيرًا }
[ سورة النساء : 115 ]
وقال:{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا }
[ سورة الفرقان : 72
أي أن من صفات عباد الرحمن ، أنهم : ( لا يشهدون الزور ) قيل أن الزور : هو الشرك وعبادة الأصنام . وقيل : الكذب ، والفسق ، واللغو ، والباطل . وقال محمد بن الحنفية : [ هو ] اللهو والغناء . وقال أبو العالية ، وطاوس ، ومحمد بن سيرين ، والضحاك ، والربيع بن أنس ، وغيرهم : هي أعياد المشركين .
وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ القرون شبرا بشبر وذراعا بذراع، فقيل: يا رسول الله، كفارس والروم؟ قال: ومن الناس إلا أولئك.
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن.
ومن اوضح مظاهر امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود والنصارى في صحيح مسلم عن أنس: أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت! فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اصنعوا كل شيء إلا النكاح. فبلغ ذلك اليهود، فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه.
ومن ادلة مخالفتهم كثير
وقد ثبت في سنن أبي داود بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تشبه بقوم فهو منهم)
هذه الأحاديث كلها تدل على النهي عن التشبه بالكفار وتقليدهم حتى لو لم يكن المتشبه مؤمن بعقيدة من تشبه به فاللفظ مطلق وليس مقيد
وحديث ثابت بن الضحاك يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقر للرجل الذي سأله عن إيفاء نذره حتى علم أن مكان إيفاء النذر لم يكن فيه عيد من أعياد المشركين
روى أبو داود عن ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا، قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم.
وهنا وجب التنويه لأمر مهم وهو أن حرمة الإحتفال بأعياد غير المسلمين لا تعني أن لا نبرهم ونقسط اليهم ما لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا
قال تعالى:{ لَّا يَنْهٰاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقٰتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }
[ سورة الممتحنة : 8 ]
أي: لا ينهاكم الله عن البر والصلة، والمكافأة بالمعروف، والقسط للمشركين، من أقاربكم وغيرهم، إذا كانوا بحال لم ينتصبوا لقتالكم في الدين والإخراج من دياركم، فليس عليكم جناح أن تصلوهم، فإن صلتهم في هذه الحالة، لا محذور فيها ولا مفسدة كما قال تعالى عن الأبوين المشركين إذا كان ولدهما مسلما:قال تعالى { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }
وروى مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ المُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ علَى مَنابِرَ مِن نُورٍ، عن يَمِينِ الرَّحْمَنِ عزَّ وجلَّ، وكِلْتا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ وأَهْلِيهِمْ وما ولوا.
والخلاصة:
أن الإحتفال والحضور والتهنئة بأعياد غير المسلمين منهي عنها لما سبق من الأدلة والله أعلم وأحكم
والحمد لله رب العالمين
بارك الله بكم
ردحذفوإياكم
ردحذف