القائمة الرئيسية

الصفحات

دعاء من أصابه هم وحزن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم مع شرح الحديث مقال مرفق (بفيديو)



بسم الله الرحمن الرحيم

عن عبدالله بن مسعود قال  قال رسول الله عليه وسلم :

(ما أصاب أحدًا قط همٌّ و لا حزنٌ ، فقال : اللهمَّ إني عبدُك ، و ابنُ عبدِك ، و ابنُ أَمَتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك ، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ، و نورَ صدري ، و جلاءَ حزني ، و ذَهابَ همِّي )، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ و حزنَه ، و أبدلَه مكانَه فرجًا قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلَّمُها ؟ فقال بلى ، ينبغي لمن سمعَها أن يتعلَّمَها


التخريج : أخرجه أحمد (3712) واللفظ له، وابن حبان (972)، والطبراني (10/210) (10352) باختلاف يسير.



شرح الحديث

وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: (ما أصاب أحدًا) أي: نزَلَ عليه، 

(قطُّ) أي: أبدًا، 

(هَمٌّ ولا حَزَنٌ، فقال: اللَّهُمَّ "إنِّي عبْدُك، وابنُ عبْدِك، وابنُ أَمَتِك) أيْ: ابنُ جارِيَتِك وهذا كلُّه اعتِرافٌ بالعُبوديَّةِ للهِ. 

(ناصِيَتي بيَدِك) أي: لا حولَ ولا قُوَّةَ إلَّا بكَ

(ماضٍ فيَّ)، أي: ثابِتٌ ونافِذٌ في حَقِّي، 

(حُكْمُك)، أي: حُكْمُك الأمْريُّ، أو الكونيُّ؛ كإهْلاكٍ وإحياءٍ، ومَنْعٍ وعَطاءٍ، 

(عدْلٌ فيَّ قضاؤُك) أي: ما قَدَّرْتَهُ عليَّ؛  

(أسأَلُك بكلِّ اسمٍ هو لك) أي: أدْعوك وأطلُبُ منك بكلِّ أسمائِك، 

سمَّيْتَ به نفْسَك) أي: ذاتَكَ)

 

(أو علَّمْتَه أحدًا مِن خلْقِك)أي: مِن الرُّسلِ، أو الملائكةِ، أو الأولياءِ، 

(أو أنزَلْتَه في كتابِك) أي: في أيِّ كتابٍ مِن الكُتبِ المنزَّلةِ على الرُّسلِ، 

(أو استأثرْتَ به في عِلْمِ الغيبِ عندَك) أي: انفردَْ بعِلْمِه، ، ولا ألْهَمَه أحدًا ولا أنزَلَه في كتابٍ، 

(أنْ تَجعَلَ القرآنَ ربيعَ قَلْبي) فكما أنَّ الرَّبيعَ زمانٌ فيه إظهارُ آثارِ رحمةِ اللهِ تعالى، وإحياءِ الأرضِ بعدَ موتِها، فكذلك القرآنُ يَظهَرُ منه تَباشيرُ لُطْفِ اللهِ؛ مِن الإيمانِ والمعارفِ، وتزولُ به ظُلماتُ الكفْرِ والجَهالةِ والهُمومِ، 

(ونُورَ صَدْري) أي: نورَ قَلْبي، فيَستضيءُ بنُورِ كلامِ اللهِ، فيَنشرِحُ صَدْري،

(وجَلاءَ حُزْني، وذَهابَ هَمِّي) أي: إزالَتَه وانكشافَ ما يُحزِنُني ويُصِيبني بالْهَمِّ، 

(إلَّا أذهَبَ اللهُ هَمَّه وحُزْنَه، وأبدَلَه مكانَه فرَجًا)وهذه نتيجةٌ للدُّعاءِ  واستجابةٌ مِن اللهِ لعَبْدِه، قال ابنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: "فقِيل: يا رسولَ اللهِ، ألَا نَتعلَّمُها؟ فقال: بَلى، 

(يَنْبغي لمَن سمِعَها أنْ يَتعلَّمَها)، أي: يتوجَّبُ أنْ يتعلَّمَها كلُّ مَن سمِعَها؛ لِعِظَمِ ما في هذه الكلماتِ والدَّعواتِ،

والحمد لله رب العالمين


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات