ما هو حكم تسوية الصفوف في الصلاة هل هو من الوجب أم من المستحب وما الأدلة على ذلك
حكم تسوية الصفوف في الصلاة
اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ مِنَ السُّنَنِ الْمُؤَكَّدَةِ تَسْوِيَةُ الصُّفُوفِ فِي صَلاَةِ الْجَمَاعَةِ، بِحَيْثُ لاَ يَتَقَدَّمُ بَعْضُ الْمُصَلِّينَ عَلَى الْبَعْضِ الآْخَرِ، وَالتَّرَاصُّ فِي الصُّفُوفِ، بِحَيْثُ لاَ يَكُونُ فِيهَا فُرْجَةٌ،
وقد استدلو بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أقيموا الصف في الصلاة، فإن إقامة الصف من حسن الصلاة)
متفق عليه
وحديث أنس رضي الله عنه: (سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة)
رواه مسلم
وللبخاري: (إِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ من إقامة الصلاة).
قال ابن بطال رحمه الله: هذا يدلّ على أن إقامة الصفوف سنة؛ لأنه لو كان فرضًا لم يجعله من حسن الصلاة؛ لأن حسن الشيء زيادة على تمامه، وذلك زيادة على الوجوب. قال: ودلّ هذا على أن قوله في حديث أنس: (من إقامة الصلاة) أن إقامة الصلاة تقع على السنة.
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي)
رواه البخاري ومسلم
وقال بعض العلماء إن تسوية الصف واجبة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى رجلاً بادياً صدره قال: (لتُسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم)
البخاري في الأذان(717)
وهذا وعيد ولا وعيد إلا على فعل محرم أو ترك واجب والقول بوجوب تسوية الصفوف قول قوي وقد ترجم البخاري رحمه الله على ذلك، بقوله: باب إثم من لم يتم الصفوف. البخاري في الأذان باب 75 (2/245 فتح)
قال ابن حزم رحمه الله إلى فرضيته، وبطلان الصلاة بتركه، فقال: وفرض على المأمومين تعديل الصفوف الأول. والتراص فيها، والمحاذات بالمناكب والأرجل، فإن كان نقص كان في رص الصفوف والمقاربة بينها ، ومن صلى وأمامه في الصف فرجة يمكنه سدها بنفسه، فلم يفعل بطلت صلاته.
واستدل على ذلك بحديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما. (لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم).
متفق عليه
قال: وهذا وعيد شديد، والوعيد لا يكون إلا في كبيرة من الكبائر،
ثم ذكر قول أنس رضي الله عنه:( كان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه لقدمه.) صحيح البخاري.
ﺳﺌﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ لا ﻳﺴﻮﻭﻥ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺛﻐﺮﺍﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ،
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻋﺪﻡ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻭﺗﺮﻙ ﺛﻐﺮﺍﺕ ﺧﻄﺄ ﻋﻈﻴﻢ؛ ﻓﺈﻥ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻒ ﻣﻦ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم ﺑﺘﺴﻮﻳﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺹ ﻓﻴﻬﺎ،والله أعلم
تعليقات
إرسال تعليق