أهلا بكم في موقع العلم والحكمة

بسم الله الرحمن الرحيم

ما تعريف القرآن وما منافعه وما صفاته

((فضل قراءة القرآن))

القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وهو المعجزة العُظمى، المتعبّد بتلاوته، المبدوء في المصحف بفاتحة الكتاب المختوم بسورة الناس، تكلم الله به، وسمعه جبريل من الله تعالى، وسمعه محمد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  من جبريل، وسمعه الصحابة من محمد  صلى الله عليه وسلم . 

 قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِين * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِين *بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِين}2

قال الله تعالى {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}3

وقال عز وجل: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}4

وقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل قراءة القران منها:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ((الم)) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) 5

عن أَبي أُمَامَةَ  رضي الله عنه  قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ  صلى الله عليه وسلم  يقول: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ؛ فَإنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ).6

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قَالَ رسول الله  صلى الله عليه وسلم: (الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ  بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ  فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أجْرَانِ). 7

وعن النَّوَّاسِ بنِ سَمْعَانَ  رضي الله عنه  قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (يُؤْتَى يَوْمَ القِيَامَةِ بِالقُرْآنِ وَأهْلِهِ الذينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنْيَا، تَقْدُمُه سورَةُ البَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا).8

عن أَبي موسى الأشعري  رضي الله عنه  قَالَ: قَالَ رسول الله  صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ: رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ: لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثلُ المُنَافِقِ الَّذِي يقرأ القرآنَ كَمَثلِ الرَّيحانَةِ: ريحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ: لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ).9

عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسول الله  صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ). 10

عن عمر بن الخطاب  رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ  صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخرِينَ).11

وعن ابن عمر رضي اللهُ عنهما، عن النَّبيِّ  صلى الله عليه وسلم قَالَ:(لا حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاء اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ). 12

وله صفات عظيمة يعجز البشر عن حصرها

منها:

كتاب عام للعالمين: قال تعالى:{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} 13

 المعجزة العظمى، الذي تحدَّى الله به الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو سورة واحدة، فعجزوا مجتمعين ومتفرقين عن الإتيان بشيء من ذلك، قال الله عز وجل : {قل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} 14

 وقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ يُؤْمِنُون* فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِين}15

وبعد هذا التحدّي عجزوا أن يأتوا بمثله، فمدَّ لهم في الحبل وتحدَّاهم بعشر سور مثله: قال تعالى:{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ الله إِن كُنتُمْ صَادِقِين} 16

فعجزوا، فأرخى لهم في الحبل، وتحدّاهم بسورة مثله، قال الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ الله إِن كُنتُمْ صَادِقِين} 17

هدى للمتقين: قال تعالى:{الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين} 18

هدى للناس جميعاً: قال تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}19

 يهدي للتي هي أقوم: قال تعالى:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} 20

 روحٌ وحياةٌ: قال تعالى:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ} 21

 نور: يهدي به الله من يشاء من عباده: قال تعالى:{وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا} 22

 شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين: قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين} 23  

قال تعالى:{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظّٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارًا }24

تذكرةٌ لمن يخشى:قال تعالى: {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى * تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَى}  25 

ما تَنَزَّلت به الشياطين: قال تعالى:{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِين * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُون * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُون} 26 

 آياتٌ بيِّناتٌ في صدور أهل العلم:قال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} 

ذِكْرٌ وقرآنٌ مبين: قال تعالى:{إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِين * لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِين}28 

أحسن الحديث: قال تعالى:{الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ الله ذَلِكَ هُدَى الله يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَاد} 29 

بصائرُ للناس: قال تعالى:{هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُون} 30 

 لو أنزله الله على الجبال لخشعت، وتصدَّعت من خشيته : {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ الله وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون}31

 يهدي إلى الحقِّ وإلى طريقٍ مستقيم، ومصدِّقٌ لما بين يديه: {قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيم}32

يهدي إلى الرُّشد:قال تعالى: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا*يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} 33

 في لوحٍ محفوظ: قال تعالى:{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيد * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظ}34

والحمد لله رب العالمين

((المراجع))

1ـ ناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني، 1/ 19، ومباحث في علوم القرآن، للشيخ مناع خليل القطان، ص 17 وما بعدها، ودراسات في علوم القرآن، لبكر إسماعيل، ص 10.

2ـ سورة الشعراء اية 192ـ195

3ـ سورة ص الآية 29

4ـ  سورة محمد الآية 24)

5ـ وهذا الحديث رواه الترمذي، وهو حديث صحيح.

6ـ رواه مسلم. 

7ـ متفقٌ عَلَيْهِ. أخرجه: البخاري 6/ 206 (4937)، ومسلم 2/ 195 (798) (244).

8ـ رواه مسلم

9ـ متفقٌ عَلَيْهِ. أخرجه: البخاري 7/ 99 - 100 (5427)، ومسلم 2/ 194 (797) و (243).

10ـ رواه الترمذي،  وقال: «حديث حسن صحيح».

11ـ رواه مسلم. 

12ـ متفقٌ عَلَيْهِ

13ـ سورة الفرقان، الآية: 1.

14ـ سورة الإسراء، الآية: 88.

15ـ سورة الطور، الآيتان: 33، 34

16 ـسورة هود اية 13

17ـ سورة يونس، الآية3

18ـ سورة البقرة، الآية: 1 - 2.

19ـ سورة البقرة، الآية: 185.

20ـ سورة الإسراء، الآيتان: 9 - 10.

21ـ سورة الشورى، الآية: 52.

22ـ سورة الشورى اية 52

23ـ [ سورة يونس : 57 ]

24[ سورة الإسراء : 82 

25ـ سورة طه، الآيات: 2 - 4.

26 ـ  سورة الشعراء، الآيات: 209 - 212.

27ـ سورة العنكبوت، الآية: 49.

28ـ سورة يس اية 6ـ7

29 ـ سورة الزمر اية 23

30 ـ سورة الجاثية، الآية: 20.

31ـ سورة الحشر، الآية: 21.

32ـ  سورة الأحقاف، الآية: 30

33ـ سورة الجن، الآيتان: 1 - 2.

34ـ  سورة البروج، الآيتان: 21 - 22.