القائمة الرئيسية

الصفحات

فضل الصدق ومنافعه في الدنيا والآخرة وأروع ما قيل فيه

بسم الله الرحمن الرحيم



فضل الصدق

الصدق من صفات المؤمنين، ومن خصال المخلصين، فبه ينال صاحبه رضا ربه، وحب خالقه، فما خاب من صدق، ولا خسر من اتخذ الصدق شعاراً له في حياته.

قال الله عز وجل: {هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

[المائدة:119].

وأخبر الله عز وجل أنه لا ينفع إلا الصدق، قال: {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد:21].

وقسم الله عز وجل العباد إلى صادق ومنافق، قال تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ

[الأحزاب:24].

فالصدق بداية الطريق إلى الله عز وجل، وهو طريق القوم الذي تندرج منه جميع مقامات السالكين، الطريق الواضح الذي من لم يسر عليه لا يصل إلى رب العالمين، به تميز سكان الجنان من سكان النيران، ومحك الأعمال وروحها وأساسها، وهو أساس عمود اليقين، وقد أخبر الله عز وجل أن الفلاح كل الفلاح في مصاحبة الصادقين، قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ

[التوبة:119].

وأخبر الله عن جميع مقامات الإيمان سواء الظاهرة والباطنة، ثم قال: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة:177].

الصدق طريق البر والجنة على عكس الكذب الذي هو طريق الفجور والنار والعياذ بالله، وفي الصحيحين  عن ابن مسعود رضي الله عنه قال النبي  صلى الله عليه وسلم : ( إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون عند الله صدّيقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذّاباً )
البخاري ومسلم


َعنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قِيلَ لِرَسُوْلِ اللهِ  صلى الله عليه وسلم : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ( كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ )
ابن ماجه

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم )  
أخرجه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد 

و لما سأل هرقل ابا سفيان (رضي الله عنه): فماذا يأمركم؟ يعني النبي صلى الله عليه وسلم, قال ابو سفيان: (اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة) رواه البخاري

 أقوال السلف في الصدق

قول عمر رضي الله عنه: (عليك بالصدق وإن قتلك).

وقال الحسن البصري: (إن أردت أن تكون مع الصادقين فعليك بالزهد في الدنيا والكف عن أهل الملة).

وقال أحمد بن حنبل: (لو وضع الصدق على جرح لبرأ).
 
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:(أربع من كن فيه فقد ربح:الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر)

وقال الشعبي رحمه الله: (عليك بالصدق حيث ترى أنه يضرك فإنه ينفعك. واجتنب الكذب حيث ترى أنه ينفعك فإنه يضرك).

للصدق ثمرات وفوائد عاجلة في الدنيا، وعواقب حميدة في الآخرة

فمن ثمراته وفوائده:

1 - دخول الجنة، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما عمل الجنة؟ قال: "الصدق". رواه الإمام أحمد. ولا ينفعه يوم القيامة، ولا ينجيه من عذابه إلاّ صدقه

2- التوفيق لكل خير

3 - النجاة من المهالك، وتفريج الضيق والكرب؛ فقد جاء في حديث الثلاثة الذين أطبقت عليهم الصخرة: (لا ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه). رواه البخاري.

4 - صلاح الباطن؛ فمن صدق في أعماله الظاهرة صدق باطنه.

5 - أن بالصدق تستجلب مصالح الدنيا والآخرة. قال تعالى: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم )المائدة: 119.

6 - أن الصدق يورث الطمأنينة والسكون. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الصدق طمأنينة والكذب ريبة). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

7 - أن صاحب الصدق لا تضره الفتن.

8 - أن الصدق هو أصل البر، والكذب أصل الفجور

9- إنتفاء صفة النفاق عن الصادق، ففي الصحيحين, عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث من كن فيه كان منافقاً، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان).

10 - أن الصادق يرزق صدق الفراسة.

11 - من صدقت لهجته، ظهرت حجته، وهذا من سنة الجزاء من جنس العمل؛ فإن الله يثبّت الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، فيلهم الصادق حجته ويسدد منطقه، حتى أنه لا يكاد ينطق بشيء يظنه إلاّ جاء على ما ظنه 
كما قال عامر العدواني: إني وجدت صدق الحديث طرفاً من الغيب فاصدقوا.

12 - من اعتاد الصدق حظي بالثناء الحسن الجميل من سائر الناس وثقتهم, كما ذكر الله - عز وجل - ذلك عن أنبيائه الكرام (وجعلنا لهم لسان صدق عليا) ,مريم: 50, والمراد باللسان الصدق: الثناء الحسن كما سبق عن ابن عباس.

13 - أن الصدق في البيع يجلب البركة، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال حتى يتفرقا فإن صدقا وبينا بُورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحقت بركة بيعهما ) رواه البخاري ومسلم.


فبهذا الهدي النبوي ينبغي أن نربّي أولادنا وننشئهم النشأة الإسلامية، تلك التربية الإيمانية التي يحبّون فيها خصال الصدق والكرامة والاستقامة، ويتنزّهون عن الكذب ويكرهونه.
فالصدق يزرع في النفوس الثقة والطمأنينة والراحة والأنس  على عكس الكذب الذي يزرع في النفوس بذور الريبة والشك والحذر.

والحمد له رب العالمين



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات