بسم الله الرحمن الرحيم
فضل ومعنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومنافعها في الدنيا والآخرة ومواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
أولا معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
ثانيا: فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
1. طاعة وامتثال لأمر الله تعالى:
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
[الأحزاب: 56]
2. وصول صلاة وسلام المسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم:«ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ»
( [أبي داود:2041] وصححه الألباني في [صحيح الجامع: 5679])
و عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ»
([أبي داود:2042] وصححه الألباني في [صحيح الجامع:7226])
3. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أدلة الكرم والجود وعدمها من علامات البخل
عن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما قال: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «البَخيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِندَهُ، فلَمْ يُصَلِّ علَيَّ»
(صححه الألباني في [صحيح الترغيب: 1683])
4. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الإيمان
عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:«لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ»
([البخاري:15] و [مسلم:44])
5. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من علامات التوقير للنبي صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
[الأعراف:157]
6. أولى الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة أكثرهم عليه صلاة
عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال: «أولى النَّاس بي يوم القيامة أكثرُهم عليَّ صلاةً»
( [الترمذيُّ:484]، وحسَّنه الألباني في [صحيح الترغيب:1668])
7. بصلاتك على النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الله عليك ويرفع درجاتك ويحط عنك خطاياك
عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنه عشرُ خطيئاتٍ، ورُفعَت له عشرُ درجاتٍ»
([النسائي:1296]، وصححه الألباني في [صحيح الترغيب:1657])
8. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبب لإستجابة الدعاء
فعن فضالة بن عبيد رضي الله تعالى عنه قال:«سمعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَجِلَ هذا ثُمَّ دعاهُ فقال لهُ أوْ لغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ»
(الترمذي:3447)
9. بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تغفر الذنوب وتذهب الهموم
عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا رسولَ اللهِ إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي فقال ما شِئْتَ قال قلتُ الربعَ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ النصفَ قال ما شئتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قال قلْتُ فالثلثينِ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها قال : إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ»
(الترمذي:2457)
ثالثا: مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
1. بعد الأذان
فعن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتُم المؤذَّنَ، فقولوا مثل ما يقولُ، ثمَّ صلُّوا عليَّ؛ فإنَّه من صلَّى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا، ثمَّ سلوا اللهَ لي الوسيلة؛ فإنَّها منزلةٌ في الجنَّة لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأَل ليَ الوسيلة، حلَّت له الشَّفاعةُ»
(مسلم:384).
2. الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
فعن أوس بن أوس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: « إنَّ من أفضل أيَّامكم يوم الجُمُعة؛ فيه خُلق آدمُ عليه السَّلام، وفيه قُبض، وفيه النَّفخةُ، وفيهه الصَّعقةُ، فأكثرُوا عليَّ من الصَّلاة؛ فإنَّ صلاتكم معرُوضةٌ عليَّ، قالُوا: يا رسول الله، وكيف تُعرضُ صلاتُنا عليكك وقد أرمتَ؟ - أي يقولون: قد بليتَ - قال: إنَّ الله عزَّ وجلَّ قد حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السَّلام»
(أبي داود:10477).
3. عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صعِد المِنبَرَ فقال : ( آمينَ آمينَ آمينَ ) قيل : يا رسولَ اللهِ إنَّكَ حينَ صعِدْتَ المِنبَرَ قُلْتَ : آمينَ آمينَ آمينَ قال: «إنَّ جِبريلَ أتاني فقال : مَن أدرَك شهرَ رمضانَ ولَمْ يُغفَرْ له فدخَل النَّارَ فأبعَده اللهُ قُلْ : آمينَ فقُلْتُ : آمينَ ومَن أدرَك أبوَيْهِ أو أحَدَهما فلَمْ يبَرَّهما فمات فدخَل النَّارَ فأبعَده اللهُ قُلْ : آمينَ فقُلْتُ : آمينَ ومَن ذُكِرْتَ عندَه فلَمْ يُصَلِّ عليكَ فمات فدخَل النَّارَ فأبعَده اللهُ قُلْ : آمينَ فقُلْتُ : آمينَ»
([ابن حبان:907] وصححه الألباني في[صحيح الترغيب: 1679]).
4. عند إطالة المجلس
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أيُّما قومٍ جَلَسُوا، فَأَطَالوا الجُلوسَ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا قبلَ أنْ يَذْكُرُوا اللهَ تعالى، أوْ يُصلُّوا على نبيِّهِ كانَتْ عليهم تِرَةٌ مِنَ اللهِ، و إنْ شاءَ عَذَّبَهُمْ، و إنْ شاءَ غفرَ لهُمْ»
(صححه الألباني في [صحيح الجامع:2738])
5. عند كتابة أسم النبي صلى الله عليه وسلم
قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: لو لم يكن لصاحب الحديث فائدة إلا الصلاة على رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإنه يصلي عليه ما دام في ذلك الكتاب
6. بين تكبيرات العيد
عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه في الحديث الصحيح الذي جاء عنه معلمًا: " تبدأُ فتُكبِّرُ تكبيرةً تفتتحُ بالصلاةِ، وتحمدُ ربَّكَ، وتصلي على النبيِّ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ثم تدعو أو تُكبِّرُ، وتفعلُ مثلَ ذلك، ثم تُكبِّرُ وتفعلُ مثلَ ذلك، ثم تُكبِّرُ وتفعلُ مثلَ ذلك، ثم تقرأُ، ثم تُكبِّرُ وتركعُ، ثم تقومُ فتقرأُ وتحمدُ ربك، وتصلي على النبيِّ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ثم تدعو وتُكبِّرُ اللهَ وتفعلُ مثلَ ذلك، ثم تُكبِّرُ وتفعلُ مثلَ ذلك، ثم تركعُ . فقال حذيفةُ وأبو موسى : صدق أبو عبدِ الرحمنِ "
حسنه الشيخ الألباني في (فضل الصلاة: 88).
7. فوق الصفا
عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بإسناد صحيح: "إذا قدمتم فطوفوا بالبيت سبعا، وصلوا عند المقام ركعتين، ثم أتوا الصفا فقوموا من حيث ترون البيت، فكبروا سبع تكبيرات، [ بين كل ] تكبيرتين حمد لله، وثناء عليه، وصلاة على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومسألة لنفسك، وعلى المروة مثل ذلك "
حسنه الشيخ الألباني في (فضل الصلاة: 81).
8. عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم
قال عبد الله بن دينار: "رأيْتُ عبدَ اللهِ بنَ عمرَ يقفُ على قبرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ويصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وأبي بكرٍ، وعُمرَ رضيَ اللهُ عنهُما"
حسنه الشيخ الألباني في (فضل الصلاة:98).`
9. الصلاة على النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعد التكبيرة الثانية من صلاة الجنازة
فعن رجل من الصحابة رضي الله تعالى عنه قال: " أنَّ السُّنَّةَ في الصَّلاةِ علَى الجنازةِ أن يُكَبِّرَ الإمامُ، ثمَّ يقرأَ بفاتحةِ الكتابِ بعدَ التَّكبيرةِ الأولى سرًّا في نفسِهِ ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ويخلصُ الدُّعاءَ للجنازةِ في التَّكبيراتِ الثَّلاثِ لا يقرأُ في شيءٍ منهنَّ ثمَّ يسلِّمُ سرًّا في نفسِهِ حينَ ينصرفُ عن يمينِهِ والسُّنَّةُ أن يفعلَ مَن وراءَهُ مثلَما فعلَ إمامُهُ "
صححه الألباني في (أحكام الجنائز:155).
رابعا: أفضل صيغة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
عن كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه قال: «خرَجَ علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقلنا: قد عَرَفْنَا كيف نُسَلِّمُ عليك، فكيف نُصَلِّي عليك؟ قال: قولوا: اللهمَّ، صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صلَّيْتَ على آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهمَّ، بارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما بارَكْتَ على آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ»
([البخاري:6357] [مسلم:406]) .
والحمد لله رب العالمين
تعليقات
إرسال تعليق