القائمة الرئيسية

الصفحات

 بسم الله الرحمن الرحيم



كيف يحبك الله ويحبك الناس

سؤال أجاب عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم


فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، دلّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبّني الناس ، فقال : ( ازهد في الدنيا يحبّك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبّك الناس )

 رواه ابن ماجة


فالزهد في الدنيا من أسباب محبة الله للعبد

فما هوة الزهد وما تعريفه 

الزهد في اللغة: هو الإعراض

و في الإصطلاح: عرفه شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه ترك ما لا ينفع في الآخرة

قد عرفه بعضهم بتفريغ القلب من الدنيا


وللزهد مراتب عند الإمام أحمد رحمه الله


المرتبة الأولى: ترك الحرام، وهو زهد العوام.


المرتبة الثانية: ترك الفضول من الحلال، وهو زهد الخواص.


المرتبة الثالثة: ترك ما يشغل عن الله، وهو زهد العارفين.


والزهد من أعمال القلوب يعني أن الزاهد في الدنيا  هو الذي تكون  الدنيا بيده والآخرة في قلبه فقلبه خال من الدنيا حتى لو كان ثريا ومنعما فيها


ومما يدل على معنى الزهد في الدنيا ما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه قال أخَذَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَنْكِبِي، فَقَالَ: (كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ أوْ عَابِرُ سَبِيلٍ)


أما بما يخص الزهد فيما بين أيدي الناس 

فالناس عموما لا تحب من يجالسهم لغاية أو لمصلحة فالذي يخلو قلبه عما في أيدي الناس ولا ينظر إلى ما بأيديهم من نعيم يحبه الناس


ومن أسباب محبة الله تعالى أيضا قول الله تعالى في كتابه

{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

(آل عمران-31)

قال السعدي في تفسيره هذه الآية فيها وجوب محبة الله، وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها


ولمحبة الله أسباب أخرى


1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل وجبت محبتي للمتاحبين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في» 

(رواه أحمد).


2- وقال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}.


3. وقال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.


4. و قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أتاني ربي عز وجل -يعني في المنام- فقال يا محمد قل اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك» 

(رواه الترمذي وصححه) .


وإذا أحب الله عبدا حبب أهل السماء والأرض به ووضع له القبول في الأرض

ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل إن الله تعالى يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي في أهل السماء إن الله يحب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض».


والحمد لله رب العالمين 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات