بسم الله الرحمن الرحيم
روي " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ، فَاسْتَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَقْضِيَهُ ثَمَنَ فَرَسِهِ، فَأَسْرَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَشْيَ وَأَبْطَأَ الْأَعْرَابِيُّ، فَطَفِقَ رِجَالٌ يَعْتَرِضُونَ الْأَعْرَابِيَّ، فَيُسَاوِمُونَهُ بِالْفَرَسِ وَلَا يَشْعُرُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَهُ، فَنَادَى الْأَعْرَابِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعًا هَذَا الْفَرَسِ وَإِلَّا بِعْتُهُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ نِدَاءَ الْأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ: أَوْ لَيْسَ قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ؟ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لَا، وَاللَّهِ مَا بِعْتُكَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلَى، قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ، يَقُولُ هَلُمَّ شَهِيدًا، فَقَالَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَهُ ، فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خُزَيْمَةَ فَقَالَ: بِمَ تَشْهَدُ؟ ، فَقَالَ: بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ ".
تابع القراءة لتعرف سبب ذكر هذه القصة وعلاقتها بجمع القرآن
كان جمع القرآن أول مرة في زمن خلافة ابي بكر الصديق رضي الله عنه حيث اقترح عمر بن الخطاب على ابي بكر عقب معركة اليمامة واستشهاد عدد كبير من قراء الصحابة أن يجمع القرآن خشية ضياعه بموت الحفاظ أو قتل القراء فرفض ابو بكر في بادء الأمر خشية أن يفعل شيء لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد معاودة عمر اقتراح الأمر شرح الله صدر ابي بكر للأمر فوافق وأرسل إلى زيد بن ثابت يقترح عليه الأمر فتردد زيد بادء الأمر لنفس سبب تردد ابي بكر الصديق رضي الله عنهما ولكن الله شرح صدره بعدها فأوكل ابو بكر المهمة إلى زيد وذلك لأماتنه ورجاحة عقله ورسوخه بالعلم ولأنه من كتاب الوحي اي الذين كانو يكتبون القرآن عند نزوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنه شهد العرض الأخير للقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم ومن الشواهد على أمانته أنه قال عند تكليفه بمهمة جمع القرآن (فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن )
كان القرآن محفوظا في صدور مئات الصحابة ومع هذا فقد شكلت لجنة لجمع القرآن وهم زيد ابن ثابت وعمر ابن الخطاب وابي بكر الصديق للإشراف ولم يكتفى بما هو محفوظ في صدر زيد ابن ثابت مع علمه وحفظه لكل حرف من حروف القرآن بل وضعت قواعد لجمعه من الصحابة وكان الجمع من المحفوظ والمكتوب ويجب أن يكون المكتوب قد كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبإملاء منه وأن من يأتي من الصحابة بصحيفة مكتوب عليها قرآن وجب عليه أن يأتي بشاهدين على أن الصحيفة كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ جمع القرآن قرابة خمشة عشر شهرا ولكن هناك آيتين فقدهما زيد ابن ثابت ولم يجدهما فيما جمعه من صحف مع انه يحفظهما هوة وعدد كبير من الصحابة وهما{ لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (128) فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ لَآ إِلٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) }
[ سورة التوبة : 128 الى 129
فلم يجدها إلا مع خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين في القصة التي ذكرناها أول حديثنا فقبلها زيد ابن ثابت دون شهود لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادتين وهنا نستشعر قول الله تعالى { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوٰىٓ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحٰى (4) }
[ سورة النجم : 3 الى 4 ]
وقد وضعت الصحف التي جمع فيها القرآن عند ابي بكر الصديق رضي الله عنه حتى وفاته ثم عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى وفاته ثم عند حفصة بن بنت عمر حتى وفاتها سنة ٤٥هجريه حيث طلبها مروان بن الحكم أحد خلفاء بني امية من عبد الله بن عمر رضي الله عنه فأعطاه اياها فأحرقها وفي وقتها كان المصحف قد جمع الجمع الثاني في عصر عثمان بن عفان رضي الله عنه وكتب على عدة نسخ ووزع على بلاد المسلمين
والحمد لله رب العالمين
جزاك الله خيرا
ردحذفوإياكم
حذف