القائمة الرئيسية

الصفحات

سلسلة الخلفاء الراشدين أحوال اليابان والهند والصين قبل الفتح الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم 




كانت البوذية تنتشر في الصين، فكانت التماثيل الخزفية المزججة التي تمثل الخدم والذل والجمال تدفن مع الأموات في القبور، ثم تحولت هذه العادة إلى ذبح العبيد والخيول الحيَّة ودفنها مع الملوك والرؤساء لخدمتهم في عالم ما بعد الموت وكانت تماثيل بوذا (٥٦٣ - (٤٨٣) ق. م) تنتشر في الهند أيضاً.


وتتركز البوذية حول مفاهيم تقول بخلود الحياة المستمرة في دورة لانهائية من تناسخ الأرواح، وهي حياة تفيض بالألم الذي يمكن الهروب منه بفضل التثقيف الذاتي، والوصول إلى الاستنارة التي تسمو بالإنسان لتصل به إلى مرحلة (الرفانا) أي التوحد مع الذات الإلهية، أو باندماج الذات الإنسانية اندماجاً بهيجاً مع الكون. وكل فعل شرير عقابه في هذه الحياة بعد عودة الروح في جسد جديد، والألم يرجع إلى الشهوة، ولذلك فالحكمة أساسها قمع الشهوات جميعاً، ونهى بوذا عن قتل الكائنات الحيَّة والسرقة والكذب والمسكر والدنس، ولم يهتم بالطقوس ولم يتكلم عن (الله) و (الآخرة) بل هو لا يؤمن إلا بالمحسوسات وإن كان يركز على إنكار الذات والإحسان إلى الآخرين، كما أنه لم يهاجم نظام الطبقات السائد في الهند هجوماً صريحاً وإن كان يرى المساواة بين الناس، وقد رفض الأضاحي والتعزيم والرقى والدعاء، لكنه لم يحرم عبادة الآلهة الشائعة بين الهنود.
وكان يدعو إلى تحقيق السعادة عن طريق النيوفانا بجمع مقوماتها السبعة وهي: السيطرة على النفس، والبحث عن الحقيقة، والنشاط، والهدوء، والغبطة، والتركيز، وعلو النفس.
وتنافس الديانة البرهمية الديانة البوذية في بلاد الهند، وقد حمل الكوريون الذين هاجروا إلى اليابان الديانة البوذية ونشروها هناك، وكان اليابانيون قبل البوذية يعبدون إلهاً يدعونه كامي، ويتمثل في عبادة ظواهر من الطبيعة كالشمس أو الأجداد الأسطوريين الذين هم ظواهر من الطبيعة حسب معتقدهم وتعرف ديانتهم باسم (الشنتو) أي الطريق إلى الآلهة وعند ظهور الاسلام كانت البوذية قد انتصرت على الشنتو
وقد انتشرت البوذية في سيلان والملايو والتبت وتركستان وبورما وسيام وكمبوديا وكوريا إلى جانب الصين والهند واليابان
وأما في الهند فإن البرهمية هي التي سادت فيها بعد أن نافست الديانة البوذية،
 والبرهمية تقوم على نظام الطبقات، وزعامة البراهمة، وتقديس البقرة، وتناسخ الأرواح، وقد بلغ عدد الآلهة الهندوسية ثلاثين مليوناً تزدحم بها مقبرة العظماء في الهند .
وقد صورت هذه الآلهة بصور لا تراعى فيها حدود الأخلاق واحتفظت خلال القرون بعبادات وحشية مثل التضحية بأفراد من الإنسان، وإحراق الأرملة عند وفاة زوجها .. وصورت البرهمية الحياة على أنها شر لا مفر منه، وعملت على تثبيط الهمة عند أتباعها، وإشاعة الكآبة في نفوسهم، واستحالت الظواهر الدنيوية على يديها أوهاماً، فمحت بذلك الفوارق بين الحرية والعبودية، بين الخير والشر، بين الإفساد والإصلاح.
ومن هذا العرض السريع الشامل يتبين أن البشرية جمعاء كانت منحرفة عن توحيد الله تعالى وجاهلة بكيفية عبادته، وأن مجيء الاسلام كان رحمة عظيمة لهذا العالم، حيث صحَّحَّ الاسلام الاعتقادات الباطلة بالتعريف الواضح بالخالق عز وجل وأسمائه وصفاته ومعرفة جوانب العقيدة الأخرى مفصلة، والكشف عن مراده من العباد ببيان أحكام الحلال والحرام، وتفصيل الآداب والأخلاق، وبذلك صار بوسع الإنسان الاهتداء إلى الله الواحد القهار وعبادته وفق ما بيَّنه القرآن والسنة، وتطبيق منهجه الشامل في الحياة الإنسانية.

                                        والحمد لله رب العالمين 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق