بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
من العجب أن الإنسان يهون عليه التحفُّظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم، وغير ذلك ..
ويصعب عليه التحفُّظ من حركة لسانه، وكم نرى من رجلٍ متورّعٍ عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يُبالي ما يقول.
• قال وهب:
نذرت أني كلَّما اغتبت إنسانًا أن أصوم يومًا، فأجهدني، فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلَّما اغتبت إنسانًا أن أتصدَّق بدرهم، فمِن حُبِّ الدراهم تركتُ الغيبة.
• وقال سفيان بن الحصين:
كنت جالسًا عند إياس بن معاوية، فمرَّ رجل، فنلت منه، فقال: اسكت، ثم قال لي سفيان: هل غزوت مع الروم؟ قلت: لا، قال: غزوت الترك؟ قلت: لا، قال: «سلم منك الروم، وسلم منك الترك، ولم يسلم منك أخوك المسلم»، قال: فما عدت إلى ذلك بعد.
• وقال يحيى بن معاذ:
ليكن حظُّ المؤمن منك ثلاثًا: إن لم تنفعه فلا تضرُّه، وإن لم تُفرِحْه فلا تغمّه، وإن لم تمدحه فلا تذمَّه.
• اغتاب رجلٌ عند معروف الكرخي فقال له:
اذكر القطن إذا وضع على عينيك.
• ودُعِي إبراهيم بن أدهم إلى طعام
فلما جلس قالوا: إنَّ فلانًا لم يجئ، فقال رجل منهم: إنَّ فلانًا رجلٌ ثقيل، فقال إبراهيم: «إنما فعل هذا بي بطني؛ حيث شهدت طعامًا اغتبت فيه مسلمًا»، فخرج ولم يأكل.
قيل للربيع بن خُثيم:
ما نراك تعيب أحدًا؟ فقال: لست عن نفسي راضيًا فأتفرَّغ لذمِّ الناس؟ !
• وقيل للحسن - رضي الله عنه -:
إنَّ فلانًا اغتابك، فأهدى إليه طبقًا من الرطب، فأتاه الرجل وقال له: اغتبتك فأهديت إليّ؟ فقال الحسن: أهديت إلى حسناتك فأردت أن أكافئك!
• قال ابن المبارك:
لو كنت مغتابًا أحدًا لاغتبت والدَيّ لأنهما أحقُّ بحسناتي.
• وكتب أشهب بن عبد العزيز إلى رجلٍ كان يقع فيه:
أما بعد .. فإنه لم يمنعني أن أكتب إليك أن تتزايد مما أنت فيه إلا كراهية، أو أُعينك على معصية الله، واعلم أني أرتع في حسناتك كما ترعى الشاة في الخضر .. والسلام.
• وقال أبو بكر بن عبد الرحمن:
لا يُلهينَّك الناس عن ذات نفسك؛ فإنَّ الأمر يخلص إليك دونهم، ولا تقطع نهارك بكيت وكيت؛ فإنه محفوظ عليك ما قلت:
• وقال الإمام مالك:
أدركت بهذه البلدة - يعني المدينة - أقوامًا ليس لهم عيوب فعابوا الناس فصارت لهم عيوب، وأدركت بهذه البلدة أقوامًا كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس فنُسِيَت عيوبهم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
إنَّ بعض الناس لا تراه إلاَّ مُنتقِدًا داءً، ينسى حسنات الطوائف والأجناس ويذكر مثالبهم، فهو مثل الذباب؛ يترك موضع البرء والسلامة ويقع على الجرح والأذى، وهذا من رداءة النفوس وفساد المزاج.
والحمد لله رب العالمين
جزاك الله خيرا
ردحذفوأياكم
حذفجزاك الله خيرا
ردحذفوأياكم
حذف