القائمة الرئيسية

الصفحات

تعريف الصيام وأركانه وشروطه ووقته مع الأدلة

بسم الله الرحمن الرحيم




تعريف الصيام

الصيام لغة: أصله الإمساك، تقول: صام عن الكلام إذا أمسك عنه ومنه قوله تعالى: {فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} [مريم:26] أي: إمساكاً عن الكلام.


الصيام شرعاً: هو الإمساك نهاراً عن المفطِّرات بنية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس . أي أن الصوم امتناع فعلي عن شهوتي البطن والفرج، وعن كل شيء حسي يدخل الجوف.


فرض الله عز وجل الصيام بكتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وأجمعت الأمة على أن صيام رمضان فريضة من فرائض الله عز وجل وهو أحد أركان الإسلام. 


قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]

وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان) فنص عليه الصلاة والسلام على اعتبار صيام رمضان ركناً من أركان الإسلام.

قد أجمع العلماء رحمهم الله على أن صيام رمضان ركن من أركان الإسلام، وأنه من الفرائض التي أوجب الله عز وجل على عباده


 أركان الصيام: 

1 - النية وهي عزم القلب على الصوم امتثالا لأمر الله- عز وجل- وتقربا إليه، لقوله تعالى : (إنما الأعمال بالنيات) رواه البخاري


2 - الإمساك، وهو الكف عن المفطرات من أكل وشرب وجماع.


شروط الصيام:

1- الإسلام: فلا يجب الصوم على الكافر ولو كان مرتداً كما لا يصح منه، بدليل قوله تعالى: (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف)  الأنفال: 38.


2- العقل: فلا يجب الصوم على المجنون ولا يصح منه، لما روى علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل)  أبو داود


3- البلوغ: فلا يجب الصوم على صبي لم يبلغ، لكن يجب على وليه أمره به إذا أطاقه ويجب أن يضربه إذا امتنع. لحديث علي بن طالب  رضي الله عنه  عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: (رُفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم).

ولكن يأمره وليُّهُ بالصوم إذا أطاقه

فإن أسلم الكافر، أو أفاق المجنون، أو بلغ الصبي في أثناء الشهر، لزمه صيام ما بقي منه، ولا يلزمهم قضاء ما مضى.


4-  القدرة على الصيام، فلا يجب الصوم على الشيخ الكبير الذي يجهده الصوم، ولا على المريض الذي لا يرجى برؤه،  لقوله تعالى: {لا يكلف الله نفس إلا وسعها} البقرة: 286.، ويجب عليها إطعام مسكين عن كل يوم لقوله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}  البقرة: 184.


شروط وجوب الصيام

1 - الإسلام. فلا يجب على الكافر لأنه غير مخاطب بفروع الشريعة، وكذا لا يصح منه لأن النية شرط لصحته  والنية لا تصح إلا من مسلم؛ فالإسلام شرط للوجوب وللصحة 

2 - النية تعريفها: القصد وهو اعتقاد القلب فعل الشيء خارج وعزمه عليه من غير تردد.

وَاخْتلفُوا العلماء فِي النِّيَّة لصوم شهر رَمَضَان هَل يُجزئهُ نِيَّة وَاحِدَة لشهر رَمَضَان كُله

أَو يفْتَقر كل لَيْلَة إِلَى نِيَّة؟

فَقَالَ أَبُو حنيفَة وَالشَّافِعِيّ: يفْتَقر كل لَيْلَة إِلَى نِيَّة.

وَقَالَ مَالك: تجزئة نِيَّة وَاحِدَة لجَمِيع الشَّهْر مَا لم ينسخها

وَعَن أَحْمد رِوَايَتَانِ أظهرهمَا: أَنه يفْتَقر كل لَيْلَة إِلَى نِيَّة وَالْأُخْرَى كمذهب مَالك.

وَاتَّفَقُوا على أَن صَوْم النَّفْل كُله يجوز بنية من اللَّيْل وَمن النَّهَار قبل الزَّوَال إِلَّا مَالِكًا فَإِنَّهُ قَالَ: لَا يَصح إِلَّا بنية من اللَّيْل.


3 - انقطاع دم الحيض و النفاس  فلا يصح للحائض والنفساء أداء الصيام وإن كان يجب عليهما؛ فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت( كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) رواه مسلم

4 - العقل.

5 - التمييز.


وقت الصيام وزمنه

اتفق العلماء  على أَن صَوْم شهر رَمَضَان يجب بِرُؤْيَة الْهلَال أَو إِكْمَال شعْبَان ثَلَاثِينَ يَوْمًا عِنْد عدم الرُّؤْيَة وخلو المطلع عَن حَائِل يمْنَع الرُّؤْيَة.

فعن أبو هريره رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ.)

صحيح البخاري


والصيام من طلوع الفجر حتى غروب الشمس 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات