بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على شبهة محمد حبش في قصة المجادلة المذكورة في أول سورة المجادلة
ما الشبهة التي أراد محمد حبش إثارتها من قصة خولة بنت ثعلبة (المجادلة)
صرح محمد حبش عن شبهته من خلال الفيديو الذي نشره ومن خلال تعليقاته على الفيديو فمن تعليقاته المبينة للشبهة
تعليق محمد حبش(1)"والقصة ليست حكاية من التاريخ ... بل هي موقف يعلمنا الجرأة في البحث عن الحق.... واختيار الأحكام المناسبة لكل زمان ومكان، حتى ولو كان في مواجهة نص نبوي وقرآني... صرنا في زمن ومكان مختلف عنه ....."
تعليق محمد حبش (2) "وإجماع الأمة كما أفهمه ليس إجماع أئمة المساجد أو كهنة المعابد في دين من الأديان، ولا شيوخ الطرق ورؤساء الأديرة، بل هو إجماع الهيئة العمومية للأمم المتحدة التي تمثل بحق إجماع الأمة.... والتي تقوم بدراسة الأمر عبر أعمق السبل العلمية والمعرفية ويدور في لجانها وهيئاتها، عبر أعظم خبراء الأرض، ثم تصوت عليه في تصويت متساوٍ بين الأمم........
أتكلم بالضبط عن الجمعية العمومية وليس عن مجلس الأمن...
يحزنني انهم سيقولون: تشريع الخمر والعري والشذوذ.... لا حول ولا قوة إلا بالله ... لا نقصد هذا أبداً ... ولم يعرض على الإطلاق شأن كهذا للتصويت في الجمعية العمومية......." انتهى
البحث يتألف من ثلاث مطالب
المطلب الأول: سند الرواية التي سردها وبيان ضعفها وإضافاته عليها وذكر الرواية الصحيحة
المطلب الثاني: تصحيح المفاهيم المغلوطة التي أوردها في روايته وما زاد بها والرد على شبهته وبيان المحاذير الشرعية التي ارتكبها
المطلب الثالث: توضيح متعلق بعصر التشريع وأسباب نزول القرآن
------------------------------------
المطلب الأول:
سند الرواية التي سردها وبيان إضافاته عليها وذكر الرواية الصحيحة
أولا: لم أجد في الكتب المعتمدة رواية مطابقة لما رواه محمد حبش في الفيديو فتبين من خلال قراءة عدد من الروايات أن كلام حبش مجمع من عدة روايات كلها ضعيفة ومخالفة للروايات الصحيحة و أقرب رواية له هي رواية مرسلة شديدة الضعف وهي:
كانت خَوْلةُ بنتُ ثعلبةَ تحت أوسٍ بنِ الصامتِ وكان رجلًا به لَمَمٌ فقال في بعض هَجَراتِه أنت عليَّ كظهرِ أمِّي ثم ندِم وقال ما أظنُّكِ إلا حَرُمتِ فجاءت إلى رسولِ اللهِ فقالت يا نبيَّ اللهِ إنَّ أوسَ بنَ الصامتِ أبو ولدي وأحبُّ الناسِ إليَّ والذي أنزل عليك الكتابَ ما ذكر طلاقًا وإنما قال أنتِ عليَّ كظهرِ أمِّي ثم ندم فقال عليه السلامُ ما أراكِ إلا حرُمتِ عليه فقالت يا رسولَ اللهِ لا تقُل كذلك واللهِ ما ذكر طلاقًا فرادَّتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مرارًا ثم قالت اللهمَّ إني أشكو إليك فاقَتي ووِحدَتي وما يشقُّ عليَّ من فِراقِهِ اللهم فأنزل على نبيِّك وفي لفظٍ له عن أبي العاليةِ قال فجعلَتْ كلما قال لها حرُمتِ عليه هتفتْ وقالت أشكو إلى اللهِ فاقَتي فلم ترُمْ مكانَها حتى نزلت الآيةُ فدعاه النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقرأها عليه ثم قال له أعتِقْ رقبةً قال لا أجدُ قال فصُمْ شهرين مُتتابعينِ قال لا أستطيعُ أن أصومَ اليومَ الواحدَ قال أطعِمْ ستين مسكينًا قال أما هذا فنعَمْ.
الراوي: محمد بن كعب القرظي
تخريج الكشاف للزيلعي 3/424 (مرسل)
وبقراءة الرواية وقراء جميع الروايات تقريبا والجمع بينها ومقارنتها بما قاله محمد حبش نجد أنه قد روى أضعف رواية تقريبا وما رواه هو تجميع من عدة روايات شديدة الضعف بالإضافة الى أنه أضاف ألفاظ وحذف ألفاظ من مجموع الروايات وذلك ليثبت شبهته ومن اسوأ ما أضافه أن خولة بنت ثعلبة قالت (لا يا رسول الله الله أعدل من هذا) فهذا اللفظ غير موجودة لا في الروايات الصحيحة ولا في الضعيفة فهذا اللفظ من وضع محمد حبش إلا إذا كانت من كتب الشيعة أو من كتب الروايات الموضوعة
والموجود في الروايات الضعيفة انها قالت (لا تقُل كذلك واللهِ ما ذكر طلاقً) وهذا اللفظ يدل على أن خولة لم ترفض الحكم بل قالت (واللهِ ما ذكر طلاقً) فهي تعجب من الحكم وتبين للنبي صلى الله عليه وسلم أن زوجها لم يذكر الطلاق وتجادل في زوجها ببيان سوء خلقه وكبر سنه وحالها معه وحال أولادها وهذا كله لا علاقة له بإنكار الأحكام والثورة عليها كما قال حبس والأصل في أحكام الطلاق البيان الكامل للأحوال ومع هذا فهذه رواية ضعيفة لا يؤخذ بها وهي رواية مخالهة للروايات الصحيحة
وأصح رواية في هذه القصة هي:
عن خويلة بنت ثعلبة قالت: فيَّ واللهِ وفي أوسِ بنِ الصَّامتِ أنزَل اللهُ جلَّ وعلا صدرَ سورةِ المجادلةِ قالت: كُنْتُ عندَه وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلُقُه وضجِر قالت: فدخَل علَيَّ يومًا فراجَعْتُه في شيءٍ فغضِب وقال: أنتِ عليَّ كظهرِ أمِّي ثمَّ خرَج فجلَس في نادي قومِه ساعةً ثمَّ دخَل عليَّ فإذا هو يُريدُني على نفسي قالت: قُلْتُ: كلَّا والَّذي نفسُ خُويلةَ بيدِه لا تخلُصُ إليَّ وقد قُلْتَ ما قُلْتَ حتَّى يحكُمَ اللهُ ورسولُه فينا بحُكمِه قالت: فواثَبني فامتنَعْتُ منه فغلَبْتُه بما تغلِبُ به المرأةُ الشَّيخَ الضَّعيفَ فألقَيْتُه تحتي ثمَّ خرَجْتُ إلى بعضِ جاراتي فاستعَرْتُ منها ثيابًا ثمَّ خرَجْتُ حتَّى جِئْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلَسْتُ بينَ يدَيهِ فذكَرْتُ له ما لقيتُ منه فجعَلْتُ أشكو إليه ما ألقى مِن سوءِ خُلُقِه قالت: فجعَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( يا خُوَيلةُ ابنُ عمِّكِ شيخٌ كبيرٌ فاتَّقي اللهَ فيه )
قالت: فواللهِ ما برِحْتُ حتَّى نزَل القرآنُ فتغشَّى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما كان يغشاه ثمَّ سُرِّي عنه فقال: ( يا خُويلةُ قد أنزَل اللهُ جلَّ وعلا فيكِ وفي صاحبِك ) قالت: ثمَّ قرَأ عليَّ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} [المجادلة: 1] إلى قولِه: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المجادلة: 4] فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( مُرِيه فلْيُعتِقْ رقبةً ) قالت: وقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ما عندَه ما يُعتِقُ قال: ( فلْيصُمْ شهرينِ مُتتابعينِ ) قالت: فقُلْتُ: واللهِ يا رسولَ اللهِ إنَّه شيخٌ كبيرٌ ما به مِن صيامٍ قال: ( فلْيُطعِمْ ستِّينَ مسكينًا وَسْقًا مِن تمرٍ ) فقُلْتُ: واللهِ يا رسولَ اللهِ ما ذلك عندَه قالت: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فإنَّا سنُعينُه بعَرَقٍ مِن تمرٍ ) قالت: فقُلْتُ: وأنا يا رسولَ اللهِ سأُعينُه بعَرَقٍ آخَرَ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أصَبْتِ وأحسَنْتِ فاذهَبي فتصدَّقي به عنه ثمَّ استوصي بابنِ عمِّكِ خيرًا ) قالت: ففعَلْتُ.
صحيح ابن حبان 4279
وبالنظر إلى الروايات الصحيحة وهذه الرواية تعد الأصح والله أعلم يتبين أن خويلة بنت ثعلبة لم تناضل و تعترض على الشرع الظالم كما قال محمد حبش بل لم ترد إلا حكم الله ونبيه وذلك مذكور في جميع الروايات الصحيحة حيث قالت لزوجها (لا تخلُصُ إليَّ وقد قُلْتَ ما قُلْتَ حتَّى يحكُمَ اللهُ ورسولُه فينا بحُكمِه) وهذا إنما يدل على إلتزامها بالنص الديني والنبي صلى الله عليه وسلم أنتظر حكم الله فيها ولم يبدل الحكم السابق الذي هو أنها تحرم على زوجها حتى نزل بها قرآن يتلى ويعمل به إلى يوم القيامة فالنبي المعصوم الذي كلامه وافعاله وتقريره مصدر من مصادر التشريع وكلامه وحي من عند الله سبحانه وتعالى لم يعمل العقل بل انتظر النص من الله تعالى وخولة في جميع الروايات الصحيحة لم تعترض على الشرع أبدا بل شكت أمرها إلى الله تعالى والمجادلة كانت بوصفها لحالها وحال أولادها وفقرها ومعاملة زوجها لها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لها ( يا خُوَيلةُ ابنُ عمِّكِ شيخٌ كبيرٌ فاتَّقي اللهَ فيه ) وذلك كله لا يدخل في الإعتراض على الشرع بل الكلام بما يتعلق بأوضاعها و من المعلوم أن في مسائل الزواج يجب على المفتي أن يستفسر ويستفصل عند حدوث الطلاق عن حال الزوجين وأوضاعهما وعن أخلاقهما وعن حال الزوج عند التلفظ بالطلاق أكان المقصود منه التهديد والتخويف أم ينوي الطلاق فعلا وعن مستوى غضبه إلخ.... وهذا من الدين فكيف يقول محمد حبش أن مشايخنا لا يسمعون لأحد مع أن هناك قاعدة شرعية تقول (الحكم على الشيء فرع عن تصوره) فلابد من فهم الحالة وفهم حكم الله بها بشكل جيد لكي يكون الحكم صحيحا موافقا لدين الله الكامل الذي هو الحق وما سواه هو الباطل
----------------------------------
المطلب الثاني:
تصحيح المفاهيم المغلوطة التي أوردها محمد حبش في روايته والرد على شبهته
بعد أن حولت جميع كلمات الفيديو إلى كتابة نرد على شبهات وأخطاء محمد حبش واحدة واحدة
محمد حبش"هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصغي الى كلام الناس عندما يأمرهم بتشريع ما وعندما يتغير الحكم الشرعي من حال إلى حال هل كان بناءا على احوال الناس الجواب نعم"
هنا محمد حبش يتكلم عن زمن التشريح عند وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن كمال شرع الله تعالى ومن الحكمة البالغة هي أسباب النزول فكانت تنزل الأحكام والآيات بحسب أحداث تحصل معه صلى الله عليه وسلم ومع صحابته رضوان الله عليهم أجمعين وذلك لحكة ولفائدة من أهمها فهمنا الصحيح لهذه الأحكام وتفصيل هذا الموضوع في المطلب الثالث الذي هو عصر التشريع وأسباب النزول
محمد حبش"السيدة الفاضلة خولة بنت ثعلبة إمرأة من نساء الصحابة جاءت يوما إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاكية وقالت يا رسول الله يا رسول الله إن زوجي ظاهر مني والظهار ان الرجل يقول أنت علي كظهر أمي"
لو أن الأمر عقلي ما الداعي للمجيء الى النبي صلى الله عليه وسلم هي أعلم بأمر دنياها كما يقول حبش
محمد حبش"يبدو غضبان الرجل غضب فقال لها أنت علي كظهر أمي"
خطأ بل الصواب ما روي أنها راجعته في مسألة فغضب والنبي صلى الله عليه وسلم قال لها (يا خويلة ابن عمك رجل كبير فاتقي الله فيه) وهذا لا يتعارض مع كونه قد ساء خلقه مع زوجته بعد كبر سنه
محمد حبش"الشريعة كانت السائدة في جزيرة العرب أن هذه الكلمة تعني فراقا دائما ما عاد في إمكان لبقاء الحياة الزوجية"
في هذه القضية نزل النص بتأثيم فعل كان موجود قبل الإسلام ووضع كفارة له فحتى الأمر لم يكن فيه نص أصلا والنبي صلى الله عليه وسلم التزم الأمر السائد وهوة أن الظهار يماثل الطلاق ولم يبدل إلا بنص من عند الله تعالى فأين استعمال العقل في التشريع بحال وجود نص صريح في المسألة
محمد حبش"الرسول صلى الله عليه وسلم استمع اليها ثم قال لها(ما اراكي إلا قد حرمت عليه) كان يجب على خولة أن تقول سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير وكان عليها أن تقول { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }
وقد اخفى بقية الآية وهية{ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ ضَلَّ ضَلٰلًا مُّبِينًا }
[ سورة الأحزاب : 36 ]"
أولا: من الممكن أن تكون الآيات السابقة لم تنزل بعد فنحن هنا نتحدث عن عصر التشريع وهناك عدة قرائن تدل على أن الآيات السابقة لم تكن قد نزلت بعد ولا تأكيد في المسألة
ثانيا: لم تعترض خويلة على الحكم ولم تتلفظ ما أتهمها محمد حبش أنها تلفظت به بل في الصحيح أنها أرادت حكم الله بقولها لزوجها(والَّذي نفسُ خُويلةَ بيدِه لا تخلُصُ إليَّ وقد قُلْتَ ما قُلْتَ حتَّى يحكُمَ اللهُ ورسولُه فينا بحُكمِه)
وقالت للنبي صلى الله عليه وسلم: (حتَّى جِئْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلَسْتُ بينَ يدَيهِ فذكَرْتُ له ما لقيتُ منه فجعَلْتُ أشكو إليه ما ألقى مِن سوءِ خُلُقِه قالت: فجعَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( يا خُوَيلةُ ابنُ عمِّكِ شيخٌ كبيرٌ فاتَّقي اللهَ فيه )
فكلامها في الصحيح ليس انتقاد للشرع بل شكوى عن حالها وفقرها و حال أولادها وسوء خلق زوجها وسنها وهذا كله لا يدخل في انتقاد الأحكام وكان من طبائع الصحابة رضي الله عنهم أن يتحدثو ويشكو همومهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
محمد حبش"وقفت بكل شجاعة وقالت لا يا رسول الله الله اعدل من هذا"
هذا اللفظ من وضع وتأليف محمد حبش ليخدع به المسلمين قال الله تعالى { يُخٰدِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌۢ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) }
[ سورة البقرة : 9 الى 10 ]
محمد حبش" كيف أنا حرمت عليه من أجل كلمة قالها"
وهذا من وضع وتأليف محمد حبش بل قالت في الروايات الضعيفة التي لا يؤخذ بها (والله ما ذكر طلاقا) ومن ثم طلاق الرجل لزوجته أليس كلمة إذا خرجت من فم الزوج تكون المرأة بعدها حرام على زوجها (طبعا أحكام الطلاق لها تفصيل ليس هذا موضعه) فالكلمة معتبرة في الدين وفي الزواج والطلاق
محمد حبش"طيب هوة أخطأ طيب ما ذنب الأسرة ما ذنبي أنا ما ذنب الأولاد يا رسول الله"
وهذه الألفاظ غير موجودة في أي رواية أيضا
و بغض النظر عن هذا ولكن السؤال هنا إذا طلق الرجل زوجته وهوة مخطأ ألا يقع الطلاق أم يجبر الزوج على إبقاء زوجته عنده؟
محمد حبش "إن لي صبية إن ضممتهم إلي جاعوا وإن ضممتهم إليه ضاعوا الرسول صلى الله عليه وسلم عاد يقول ما أراك إلا حرمت عليه"
هذا الكلام دليل من لسان محمد حبش على أن خويلة لا تطعن بالحكم بل تجادل في زوجها وأوضاعها وأوضاع أبنائها وليست مجادلتها للحكم والنبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل استدلالاتها بل بقي على الحكم القديم ولم يغير ولم يبدل حتى نزل النص القرآني فهو صلى الله عليه وسلم معلم الناس أن الدين بالنص لا بالعقل وأن (النص حاكم والعقل شاهد) مع أن الروايات التي تتحدث بهذا اللفظ كلها شديدة الضعف
محمد حبش " يا جماعة هذا النبي صلى الله عليه وسلم والله لا يشبه مشايخنا والله لا يشبه مجال الدين في زماننا نوع آخر"
أهل العلم المعتبرين في كل زمان يوصون باتباع القرآن والسنة ويحذرون من مخالفتهما ويقولون أن ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق وما سواه باطل وهذا ما يوافق كلام الله تعالى في قوله سبحانه و تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب:36].
وقال تعالى{وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِۦ جَهَنَّمَ ۖ وَسَآءَتْ مَصِيرًا}(النساء - 115)
أما محمد حبش ومن سار على نهجه فيدعو من خلال هذا الفيديو وغيره للثورة على لأحكام والتشريعات الإسلامية ولا مشكلة عنده من رد النصوص الصريحة الصحيحة لانها لم توافق هواه
فهل من سار على خطى القرآن والسنة ووافق النصوص مثل من يخالف ويدعو للمخالهة وقد قال الله تعالى في ذلك: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيْتَ ٱلْمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا}
[النساء 61]
وقال الله تعالى :{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ءَامِنُوا كَمَآ ءَامَنَ النَّاسُ قَالُوٓا أَنُؤْمِنُ كَمَآ ءَامَنَ السُّفَهَآءُ ۗ أَلَآ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَآءُ وَلٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ }
[ سورة البقرة : 13 ]
محمد حبش "عادت المرأة تقول يا رسول الله بعد أن وهبته شبابي ونفرت له لحمي ورق له عظمي يأخذني لحما ويرميني عظما الآن"
هذا الكلام مع ضعف روايته ولاكنه يدل على أنها لم تكن تنتقد الحكم ولكنها كانت تشكو زوجها وحالها وتجادل النبي صلى الله عليه وسلم في زوجها وليس في الحكم وهذا ما يدل عليه قول الله تعالى {تُجٰدِلُكَ فِى زَوْجِهَا}
محمد حبش "يا رسول الله الله اعدل من هذا"
هذا من وضع وتأليف محمد حبش ليست موجود ولا حتى في الروايات الضعيفة
محمد حبش "والرسول يقول لها ما أراك إلا قد حرمت عليه حتى السيدة عائشة تقول جعلت امسك بتلابيبها بثوبها يعني حاج حاج تناقشي رسول الله"
هذا الكلام مخالف لحديث البخاري
والرواية الصحيحة في البخاري هي:
قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها:(الحمدُ للهِ الَّذي وسِع سمعُه الأصواتَ، لقد جاءت المجادِلةُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم تُكلِّمُه وأنا في ناحيةِ البيتِ ما أسمعُ ما تقولُ فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [ المجادلة : 1 ] إلى آخرِ الآيةِ.)
أخرجه النسائي (3460 )، وابن ماجة (188 )، وأحمد (24241 )، واخرجه البخاري (9/117) معلقا
محمد حبش "وهي تقول يا رسول الله الله أعدل من هذا أريد حكما أنا لدي الحجج والأدلة والبراهين أن هناك حكم أعدل من هذا الذي ترشدني إليه"
هنا يعود محمد حبش ويؤلف من عقله الكلام ويتهم به صحابية ويبهتها بأنها تلفظت بما يخالف صريح القرآن الكريم فهذا الكلام لا أصل له
محمد حبش "يا جماعة نحنى ما منسترجي نعمل هيك مع المشايخ الآن يمكن إذا بتقول هيك لأحد الشيوخ يمكن بيرفض منك"
هذا الكلام خطأ لأ العلماء الربانيين على مر العصور كانوا يستمعون للناس وينصحونهم ويعلمونهم الخير ويردون على المخالف ويبينوا الحق للناس وكتبهم موجودة وأعيانهم مشهورة وكلامهم وصل إلينا من خلال الكتب والمؤلفات والصوتيات والفيديو من المعاصرين والحمد لله رب العالمين
محمد حبش "ولكن هذا قيل لسيد الورى لرسول الله صلى الله عليه وسلم"
طبعا هذا لم يقال للنبي ولم تقله خويلة كما بينا فيما سبق وذلك أن الكلام الوارد على لسان حبش إما أنه من روايات ضعيفة مخالفة لما هو أصح منها فلا يؤخذ منها شيء أو أنها غير موجودة أصلا لا في الضعيف ولا في الصحيح من الروايات وهي غالبا من تأليف ووضع محمد حبش
محمد حبش "قالت يا رسول الله لابد أن هناك حكم في السماء أعدل من هذا قالت السيدة عائشة فجعلت اجذبها من ثوبها"
نكرر أن خويلة لم تتلفظ بهذا أبدا وأن هذا الكلام من تأليف ووضع محمد حبش وأن جذب السيدة عائشة رضي الله عنا لخويلة من ثوبها لم يصح ومخالف لما أورده البخاري معلقا في صحيحه والنسائي وابن ماجة وأحمد وعلى فرض أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تجذبها من ثوبها ومن المعلوم أن السيدة عائشة رضي الله عنها من أفقه الصحابة فبفعلها هذا إن صح وهو لا يصح فيدل على أن خويلة كانت على خطأ بجدالها للنبي صلى الله عليه وسلم ومحمد حبش يستدل بالخطأ ويدعو إليه
محمد حبش "فما هي إلا أن أخذت رسول الله رحاء الوحي ثم أفتر عن مثل الدر المنضود وقال إن الله قد سمع شكايتك وقرء عليها قول الله { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِى تُجٰدِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِىٓ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَآ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌۢ بَصِيرٌ }
وقد نزلت الكفارة كفارة من حلف الظهار"
هنا لنا سؤال؟؟ ما هوة سبب نزول الحكم من خلال قصة خويلة
المجادلة في زوجها ؟
أم الشكوى إلى الله؟
الجواب : الشكوى الى الله والله أعلم
الدليل:ان الله عز وجل قالها في نص الآية {(وَتَشْتَكِىٓ إِلَى اللَّهِ)}بالإضافة إلى عدد كبير من النصوص التي تدل على دعاء الله ومناجاة الله والشكوى إليه سبحانه وتعالى الله ومنها
قال الله تعالى:{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوٓءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ الْأَرْضِ ۗ أَءِلٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ }
[ سورة النمل : 62]
وقال الله تعالى:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
[ سورة البقرة : 186 ]
محمد حبش "بصراحة هذا الموقف يجب ان نتعلم منه الكثير حتى أن خولة بنت ثعلبة هذه صار اسمها المجادلة اسمها المجادلة بعض الناس بده يخفف القصة بقول حاورت رسول الله لأ مش حاورته جادلته والسورة كلها صار اسمها المجادلة"
سبحان الله قال الله تعالى: {يُضِلُّ اللَّهُ الظّٰلِمِينَ} قال محمد حبش( بعض الناس بقول حاورته بل جادلته ) والله تعالى يقول في نفس الآية {وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَآ ۚ}
والله تعالى يقول {تُجٰدِلُكَ فِى زَوْجِهَا} أي أنها تصف حالها وحال زوجها وحال أبنائها وهذا هو جدالها ولم يكن جدالها للحكم وهذا ما يظهر كالشمس في وسط النهار من لفظ الآية
محمد حبش "وذات يوم عمر بن الخطاب كان خارجا من مجلسه فتلقته إمرأة عجوز في الشمس وجعلت تأمره وتنهاه قله أحد الصحابة طيب يا أمير المؤمنين طيب تجيك المجلس طيب هون بنص الشارع قله ويحك الا أستمع إنها خولة بنت ثعلبة الا أستمع لهذه المرأة التي إستمع الله لها من فوق سبع سماوات"
محمد حبش "يا جماعة نحن بس منروي القصة من أجل أن نعجب فيها هي درس هي درس في الديمقراطية درس في ضرورة مراجعة الأحكام حتى لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو صاحب الحكم يمكن أن يراجع ويحاور ويجادل حتى نصل إلى الحكم الأعدل قناعتي أنها ديمقراطيات متقدمة"
يحتوي هذا الكلام على عدة محاذير شرعية
1. قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب:36].
التفسير الميسر
2. قال الله تعالى{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلٰمَ دِينًا}
[ سورة المائدة : 3 ]
هل يعلم محمد حبش أن الله لم ينزل حكما بعد هذه الآية مع أنها ليست آخر آية نزلت من القرآن ولكنها آخر آية نزلت بحكم وما ذاك إلا بحكمة بالغة من الله تعالى لا يدركها إلا أولو الألباب والأبصار وهي أن الدين أكتمل ولا حاجة لأن يزيد أو يعدل فيه أحد حتى القرآن لم ينزل بحكم بعد هذه الآية
3. قال الله تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}المائدة: (49)
قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم أن يحكم بين اليهود بما أنزل الله تعالى وحذره من اتباع أهوائهم ومن من أن يغير أوينقص من حكم الله شيء هذا بين اليهود فكيف بين المسلمين وهم أولا بحكم الله ودينه وشرائعه وأوامره ونواهيه من اليهود
4. قال الله تعالى:{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} المائدة ( 50 )
ينكر الله تعالى على من لا يقبل حكم الله بقوله {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} كما جاء ذلك بصيغة الاستفهام الإنكاري ونص بعدها على أنه لا أحد أحسن من الله في الحكم ومحمد حبش يقول: "درس في ضرورة مراجعة الأحكام حتى لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو صاحب الحكم يمكن أن يراجع ويحاور ويجادل حتى نصل إلى الحكم الأعدل " وهل هناك أعدل وأحكم وأعلم من الله سبحانه وتعالى
5. قال تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم)الشورى الاية : (21)
فالتشريع حق خالص لله وحده لا شريك له
6. قال الله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك يُريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلّهم ضلالاً بعيداً * وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدُّون عنك صدوداً }.النساء الاية : (60_61)
التفسير الميسر الآية 60:ألم تعلم -أيها الرسول- أمر أولئك المنافقين الذين يدَّعون الإيمان بما أُنزل إليك -وهو القرآن- وبما أُنزل إلى الرسل من قبلك، وهم يريدون أن يتحاكموا في فَصْل الخصومات بينهم إلى غير ما شرع الله من الباطل، وقد أُمروا أن يكفروا بالباطل؟ ويريد الشيطان أن يبعدهم عن طريق الحق، بعدًا شديدًا. وفي هذه الآية دليل على أن الإيمان الصادق، يقتضي الانقياد لشرع الله، والحكم به في كل أمر من الأمور، فمن زعم أنه مؤمن واختار حكم الطاغوت على حكم الله، فهو كاذب في زعمه.
تفسير ابن كثير الآية 61: وقوله "ويصدون عنك صدودا" أي يعرضون عنك إعراضا كالمستكبرين عن ذلك كما قال تعالى عن المشركين {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا} وهؤلاء بخلاف المؤمنين الذين قال الله فيهم {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا} الآية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في "درء تعارض العقل والنقل" (5/ 204-506):" أن يقال: معارضة أقوال الأنبياء بآراء الرجال، وتقديم ذلك عليها، هو من فعل المكذبين للرسل، بل هو جماع كل كفر، كما قال الشهرستاني في أول كتابه المعروف بالملل والنحل ما معناه: أصل كل شر هو من معارضة النص بالرأي، وتقديم الهوى على الشرع.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " من تعود معارضة الشرع بالرأي لا يستقر في قلبه الإيمان"
درء التعارض 1-187
والأدلة على وجوب اتباع القرآن والسنة والتحذير من مخالفتهما أكثر من ان نحصيها في هذا البحث
--------‐----------------------
المبحث الثالث:
عصر التشريح وأسباب النزول:
كيف نزل القرآن
أولا:ﻧﺰﻝ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺟﻤﻠﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ اﻟﻌﺰﺓ ﻓﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺛﻢ ﻧﺰﻝ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺠﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺛﻼﺙ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ.
ثانيا: اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﻋﺮﺑﻰ ﻣﺒﻴﻦ ﻟﻔﻈﺎ ﻭﻣﻌﻨﻰ، ﻣﻨﺠﻤﺎ ﻣﻔﺮﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ اﻟﺤﻮاﺩﺙ ﻭاﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﻟﺤﻮاﺩﺙ ﻭاﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺃﻭ اﺑﺘﺪاء ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺧﺒﺎﺭ ﻭاﻟﻘﺼﺺ
الحكمة من ﺗﻨﺠﻴﻢ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻜﺮﻳﻢ
ﻹﻧﺰاﻝ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻨﺠﻤﺎ ﻣﻔﺮﻗﺎ ﻋﻠﻰ سنوات اﻟﺪﻋﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺛﻼﺙ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﺣﻜﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺃﺳﺒﺎﺑﺎ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻭﺑﻮاﻋﺚ ﻫﺎﻣﺔ ﺃﻓﺎﺽ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﻣﺔ اﻷﻭﻝ
ومنها:
1.ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻓﺆاﺩ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻰ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭا ﻟﻮﻻ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺟﻤﻠﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻨﺜﺒﺖ ﺑﻪ ﻓﺆاﺩﻙ}.الفرقان (32)
ﺃﻯ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﻣﻨﺠﻤﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺟﻤﻠﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﺑﻐﺮﺽ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻓﺆاﺩﻙ
2- التحدي والإعجاز
ﺑﻌﺚ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻰ ﻗﻮﻡ ﺟﻞ ﻓﺨﺮﻫﻢ اﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭاﻟﺒﻼﻏﺔ ﺃﻋﻄﻰ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺗﺤﺪﻳﺎ ﻟﺒﻼﻏﺘﻬﻢ ﻭﺇﻋﺠﺎﺯا ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻮا ﺑﻤﺜﻠﻪ، ﺃﻭ ﺑﻨﺼﻔﻪ، ﺃﻭ ﺑﻌﺸﺮ ﺳﻮﺭ ﻣﻨﻪ، ﺃﻭ ﺑﺂﻳﺔ ﻭاﺣﺪﺓ
ﻭاﻟﻘﺼﺪ ﻣﻦ اﻹﻋﺠﺎﺯ ﻟﻴﺲ ﻓﻰ ﻣﺠﺮﺩ اﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﺩﻗﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ، ﻭﺑﺮاﻋﺔ ﻧﻈﻤﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺭاء ﻛﻞ ﺣﺮﻑ ﻣﻦ ﺣﺮﻭﻑ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻥ ﺧﻔﻴﺔ ﻻ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺇﻻ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻓﻴﻀﻊ اﻟﺤﺮﻑ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺨﻔﻰ اﻟﺬﻯ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ اﻟﻤﺨﻠﻮﻕ.
ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﺷﺄﻧﻪ {ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻓﻲ ﺭﻳﺐ ﻣﻤﺎ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻧﺎ ﻓﺄﺗﻮا ﺑﺴﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ ﻭاﺩﻋﻮا ﺷﻬﺪاءﻛﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ اﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻮا ﻭﻟﻦ ﺗﻔﻌﻠﻮا ﻓﺎﺗﻘﻮا اﻟﻨﺎﺭ اﻟﺘﻲ ﻭﻗﻮﺩﻫﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻭاﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ}.البقرة (23-24)
ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﻣﻨﺠﻤﺎ ﻣﻔﺮﻗﺎ ﺑﻀﻊ ﺁﻳﺎﺕ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺟﺰء ﺁﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬﻯ اﻣﺘﺪ ﺛﻼﺛﺎ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﺃﺑﻠﻎ ﻓﻰ اﻟﺘﺤﺪﻯ، ﻭﺃﻭﻗﻊ ﻟﺜﺒﻮﺕ اﻹﻋﺠﺎﺯ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻛﻮ ﻣﻜﺔ، ﻭﻳﻬﻮﺩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺴﻮﻗﻮﻧﻪ ﻟﻠﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﺤﺪﻯ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻴﻦ ﻭاﻵﺧﺮ ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻮﻗﻴﻔﻪ ﻭﻗﻄﻌﻪ ﻋﻦ اﻟﺠﻮاﺏ، ﻓﻴﺄﺗﻰ اﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﻫﻨﺎ ﻓﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻓﻰ ﻭﻗﺘﻪ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ.
ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻮﻧﻚ ﺑﻤﺜﻞ ﺇﻻ ﺟﺌﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮا}.الفرقان(33)
3- اﻟﺘﺪﺭﺝ ﻓﻰ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ:
ﻭﻫﺬا ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻼﻡ ﺃﻡ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ- ﺭﺿﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ- اﻟﺬﻯ ﺃﻭﺭﺩﻧﺎﻩ ﺳﺎﺑﻘﺎ:
«ﺇﻧﻤﺎ ﻧﺰﻝ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺳﻮﺭﺓ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻛﺮ اﻟﺠﻨﺔ ﻭاﻟﻨﺎﺭ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﺛﺎﺏ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ اﻹﺳﻼﻡ ﻧﺰﻝ اﻟﺤﻼﻝ ﻭاﻟﺤﺮاﻡ، ﻭﻟﻮ ﻧﺰﻝ ﺃﻭﻝ ﺷﻰء ﻻ ﺗﺸﺮﺑﻮا اﻟﺨﻤﺮ ﻟﻘﺎﻟﻮا: ﻻ ﻧﺪﻉ اﻟﺨﻤﺮ ﺃﺑﺪا»
ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭي
4- لفهم الآيات و الأحكام
قال الله تعالى { وَقُرْءَانًا فَرَقْنٰهُ لِتَقْرَأَهُۥ عَلَى النَّاسِ عَلٰى مُكْثٍ وَنَزَّلْنٰهُ تَنزِيلًا }الإسراء(106)
ومن خلال ما ذكرناه باختصار في هذا المطلب فإن الله تعالى انزل الأحكام بحسب الوقائع التي وقعت زمن التشريع (عصر النبوة) لحكم كثيرة من أهمها ما ذكرناه سابقا ولم يكن يتغير الحكم حسب حاجة الناس كما ادعى محمد حبش فالله تعالى اجاب على شبهة محمد حبش بالقرآن من خلال عدد من النصوص ذكرنا بعضها سابقا
والله تعالى اثبت بنص أن الدين كامل تام يرضاه لنا على تمامه وكماله هذا وهو ليس بحاجة لعقولنا لتغير وتبدل بدينه سبحانه وتعالى بل ونهاها عن التغيير والتبديل في الدين بعدد من النصوص
قال الله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلٰمَ دِينًا}
[ سورة المائدة : 3]
وقال الله تعالى:{ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله }الشورى (21)
الخاتمة:
استدل محمد حبش برواية ضعيفة جدا واضاف عليها ما يحولها من الضعيف الى الموضوع تتكلم عن سبب نزول عدة آيات من كتاب الله على أن رد حكم الله وحكم نبيه واجب للوصول إلى العدل الذي لم يعدله الله في أحكامه والعياذ بالله وقد رددت على بهتانه وسوء فهمه وترك عشرات الآيات التي تتحدث عن وجوب طاعة الله تعالى وطاعة نبيه والتزام الأحكام وعبادة الله والتزام دينه كما كان عليه صحابته رضي الله عنهم وتابعيهم ومن سار على نهجهم إلى يوم القيامة ومن ناحية أخرى لماذا ينزل الله الأمر والنهي والتفصيل بالحلال والحرام لو لم تكن هذه الأحكام للعمل هل الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم يتكلمون كلاما لا فائدة منه والعياذ بالله أم أن الله أنزل الينا ما يريده منا لنفوز بالجنة وننجو من النار ولنحيا حياة سعيدة
كيف لمن يريد تحكيم عقله أن يتكلم هذا الكلام الذي يدل على عدم فهمه للنصوص فالله تعالى أثنى على أصحاب العقول الراجحة الذين يعلمون كيف يستنبطون الأحكام من خلال النصوص والذين يتفكرون في خلق الله ويستدلون على وحدانيته وعدله وقوته وعلمه ومحمد حبش وأمثاله يستدلون بالضعيف من الروايات على ما يوافق هواهم ويضيفون من وضعهم ما يلبسون به على الناس ويحذفون ما يضعف شبهاتهم ويريدون أن يلبسو على الناس أن العقول البشرية يمكن أن تنتج أحكام أفضل وأعدل من حكم الله تعالى وهذا ما هو إلا قصور بالعقل والنظرقال الله تعالى {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} المائدة ( 50 ) كيف يريد تحكيم عقله وعقله عاجز عن التمييز بين الروايات الصحيحة والضعيف فهم استعملوا عقولهم في غير ما خلقت له والكلام يطول بهذا الموضوع فالعلماء كتبوا مجلدات في الرد على اصحباب الأهواء واللاعقول وبيان عدم فهمهم لدين الله سبحانه وتعالى
والله أعلم وأحكم
والحمد لله رب العالمين
تعليقات
إرسال تعليق