القائمة الرئيسية

الصفحات

بسم الله الرحمن الرحيم



ما هو فضل الصدقة و ما منافعها في الدنيا والآخرة 


قال الله تعالى: {لاخَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} النساء آية 114


وقال: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ

سبأ آية 39


إن الصدقة من الأعمال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والأجر الجزيل في الآخرة، فمن فوائدها الدنيوية أنها سبب لنماء المال وبركته، ومنها أنها تدفع البلاء عن صاحبها بإذن الله تعالى،وطهرة للنّفس، وقربة إلى الله عزّ وجلّ وتثمر سعادة الدّين والدّنيا ودليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام وحفظ الإنسان في ماله وبدنه ودليل على الزّهد وطاعة لله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم وتثمر محبّة النّاس. 

وهي من صنائع المعروف التي تقي مصارع السوء، كما ورد في الحديث الذي رواه الطبراني وهو قوله صلى الله عليه وسلم:( صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر). 

(الحديث حسنه الألباني.)


وأخرج الحاكم في المستدرك عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة). 

وصححه الألباني.


عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث، والذي نفس محمد بيده إن كنتُ لحالفا عليهنّ: لا ينقص مال من صدقة فتصدّقوا، ولا يعفو رجلٌ عن مظلمة يريد بها وجه الله إلا رفعه الله بها عزّا يوم القيامة، ولا يفتح رجلٌ على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر)

(رواه أحمد والبزار وأبو يعلى)


عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه قال: (ما نقصت صدقة من مال قطّ، وما مَدَّ عبدٌ يده بصدقة إلا ألقيت بيد الله قبل أن تقع في يد السائل، ولا فتح عبدٌ باب مسألة له عنها غني، إلا فتح الله عليه باب فقر)

(رواه الطبراني في الكبير)


قال النووي رحمه الله في شرح قوله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال): ذكروا فيه وجهين: أحدهما: معناه أنه يبارك فيه و يدفع عنه المضرّات، فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفيّة، و هذا مدرك بالحسّ والعادة، والثاني: أنه وإن نقصت صورته، كان في الثواب المرتّب عليه جبر لنقصه، و زيادة إلى أضعاف كثيرة 


وكذلك أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يُخلف على المنفق، بمعنى أن ما ينقص من المال بسبب الصدقة لا يلبث الله تعالى أن يُعوّضه بما يُعطى المتصدّق من رزقه المتجدّد.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم يُصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا)

(متفق عليه)


 من فوائد الصدقة وآثارها الحميدة التي يجنيها المتصدّق رضوان الله سبحانه و تعالى، لأن الصدقة تطفئ غضب الربّ، فهي طريق الله الموصلة إلى رحمته، جالبة رضاه، مبعدة سخطه،ودلت  النصوص الواردة في السنة المطهرة، على ذلك. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الصدقة لتطفئ غضب الربّ، وتدفع ميتة السوء)

(أخرجه الطبراني)


من فوائد الصدقة و ثمراتها التي يجنيها المتصدّق أنها تهدم حصون الشياطين، و تحطّم قيودهم، و تردّ كيدهم، و تصدّ بغيهم، و قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن إخراج الصدقةُ يؤلم سبعين شيطانا رجيما حرصوا على عدم أدائها.

عن بريدة بن الحصبيب رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  (لايخرج رجل شيئا  من الصدقة حتى يفك عنه لحيي سبعيا شيطانا )

(رواه أحمد والبزار والطبرانيفي الأوسط)


من فوائد الصدقة ً: أنها تطهر المال عن قيس بن أبي غرزة :قال  صلى الله عليه وسلم (يا معشر التجار إن البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة

(أخرجه ابو داود والترمذي والنسائي)


ومن فوائدها أنها ترفع البلاء والأمراض قال صلى الله عليه وسلم :(الصدقة تسد سبعين باباً من الشر)

(رواه  الطبراني) .


عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ). قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: (فَلْيَعْمَلْ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعَ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقَ) . قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: (فيعين ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ) . قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْهُ؟ قَالَ: (فيأمر بِالْخَيرِ) . قَالُوا: فَإِن لمي فعل؟ قَالَ: (فَيمسك عَن الشَّرّ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَة)

(متفق عليه )


وَعَنْه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَل)

 (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)


وَعَنْه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا نقصت صَدَقَة من مَال شَيْئا وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ

(رَوَاهُ مُسلم)


عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً)

(متفق عليه)


وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قال :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كُلُّ مَعْرُوف صَدَقَة)

وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ)قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: (أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهِ وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أجر)

( رَوَاهُ مُسلم)


أقوال بعض العلماء في الصدقة

*قال عبد العزيز بن عمير: (الصّلاة تبلّغك نصف الطّريق، والصّوم يبلّغك باب الملك، والصّدقة تدخلك عليه) .


*قال ابن أبي الجعد: (إنّ الصّدقة لتدفع سبعين بابا من السّوء ) 


*قال يحيى بن معاذ: (ما أعرف حبّة تزن جبال الدّنيا إلّا من الصّدقة ) 


*قال الشّعبيّ: (من لم ير نفسه إلى ثواب الصّدقة أحوج من الفقير إلى صدقته فقد أبطل صدقته، وضرب بها وجهه )


قال ابن القيم: فإن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم و عامتهم.


الصدقات لها فوائد عظيمة و مزايا حميدة، و تشتمل على حكم و أسرار بديعة، منها ما يتعلق بثوابها و جزائها عند الله يوم القيامة، و منها ما هو عاجل في الدنيا، و فوائد الصدقات في الدنيا منها ما يعود على المتصدّق نفسه، و منها ما يعود على المتصدَّق عليه، و منها ما يعود على المجتمع و الصدقة تدفع البلاء عن المتصدّق وأهل بيته، و تمنع ميتة السوء.


والحمد لله رب العالمين

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات