بسم الله الرحمن الرحيم
تحتوي هذه المقالة على:
١.فوائد الحجامة من كتاب الطب النبوي لإبن القيم الجوزية رحمه الله٢.فوائد الحجامة مما ثبت علميا بالطب الحديث
منافع الحجامة من كتاب الطب النبوي لإبن القيم الجوزية رحمه الله
منافع الحجامة: إنها تنفي سَطْحَ الْبَدَنِ أَكْثَرَ مِنَ الْفَصْدِ، وَالْفَصْدُ لِأَعْمَاقِ الْبَدَنِ أَفْضَلُ، وَالْحِجَامَةُ تَسْتَخْرِجُ الدَّمَ مِنْ نَوَاحِي الْجِلْدِ.قُلْتُ: وَالتَّحْقِيقُ فِي أَمْرِهَا وَأَمْرِ الْفَصْدِ، أَنَّهُمَا يَخْتَلِفَانِ بِاخْتِلَافِ الزَّمَانِ، وَالْمَكَانِ، وَالْأَسْنَانِ، وَالْأَمْزِجَةِ، فالبلاد الحارة، والأزمنة الحارة، والأمزجة الحارة الَّتِي دَمُ أَصْحَابِهَا فِي غَايَةِ النُّضْجِ الْحِجَامَةُ فِيهَا أَنْفَعُ مِنَ الْفَصْدِ بِكَثِيرٍ، فَإِنَّ الدَّمَ يَنْضَجُ وَيَرِقُّ وَيَخْرُجُ إِلَى سَطْحِ الْجَسَدِ الدَّاخِلِ، فَتُخْرِجُ الْحِجَامَةُ مَا لَا يُخْرِجُهُ الْفَصْدُ، وَلِذَلِكَ كَانَتْ أَنْفَعَ لِلصِّبْيَانِ مِنَ الْفَصْدِ، وَلِمَنْ لَا يَقْوَى عَلَى الْفَصْدِ وَقَدْ نَصَّ الْأَطِبَّاءُ عَلَى أَنَّ الْبِلَادَ الْحَارَّةَ الْحِجَامَةُ فِيهَا أَنْفَعُ وَأَفْضَلُ مِنَ الْفَصْدِ، وَتُسْتَحَبُّ فِي وَسَطِ الشَّهْرِ، وَبَعْدَ وَسَطِهِ. وَبِالْجُمْلَةِ، فِي الرُّبُعِ الثَّالِثِ مِنْ أَرْبَاعِ الشَّهْرِ، لِأَنَّ الدَّمَ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ هَاجَ وَتَبَيَّغَ، وَفِي آخِرِهِ يَكُونُ قَدْ سَكَنَ. وَأَمَّا فِي وَسَطِهِ وَبُعَيْدَهُ، فَيَكُونُ فِي نِهَايَةِ التَّزَيُّدِ.
قَالَ صَاحِبُ الْقَانُونِ:
وَيُؤْمَرُ بِاسْتِعْمَالِ الْحِجَامَةِ لَا فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، لِأَنَّ الْأَخْلَاطَ لَا تَكُونُ قَدْ تَحَرَّكَتْ وَهَاجَتْ، وَلَا فِي آخِرِهِ لِأَنَّهَا تَكُونُ قَدْ نَقَصَتْ، بَلْ فِي وَسَطِ الشَّهْرِ حِينَ تَكُونُ الْأَخْلَاطُ هَائِجَةً بَالِغَةً فِي تَزَايُدِهَا لِتَزَيُّدِ النُّورِ فِي جُرْمِ الْقَمَرِ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْفَصْدُ» «1» .
وَفِي حَدِيثٍ: «خَيْرُ الدَّوَاءِ الْحِجَامَةُ وَالْفَصْدُ» . انْتَهَى.
وَفِي حَدِيثٍ: «خَيْرُ الدَّوَاءِ الْحِجَامَةُ وَالْفَصْدُ» . انْتَهَى.
وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ» إِشَارَةٌ إِلَى أَهْلِ الْحِجَازِ، وَالْبِلَادِ الْحَارَّةِ، لِأَنَّ دِمَاءَهُمْ رَقِيقَةٌ، وَهِيَ أَمْيَلُ إِلَى ظَاهِرِ أَبْدَانِهِمْ لِجَذْبِ الْحَرَارَةِ الْخَارِجَةِ لَهَا إِلَى سَطْحِ الْجَسَدِ، وَاجْتِمَاعِهَا فِي نَوَاحِي الْجِلْدِ، وَلِأَنَّ مَسَامَّ أَبْدَانِهِمْ وَاسِعَةٌ، وَقُوَاهُمْ مُتَخَلْخِلَةٌ، فَفِي الْفَصْدِ لَهُمْ خَطَرٌ، وَالْحِجَامَةُ تَفَرُّقٌ اتِّصَالِيٌّ إِرَادِيٌّ يَتْبَعُهُ اسْتِفْرَاغٌ كُلِّيٌّ مِنَ الْعُرُوقِ وَخَاصَّةً الْعُرُوقَ الَّتِي لَا تُفْصَدُ كَثِيرًا وَلِفَصْدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا نَفْعٌ خَاصٌّ، فَفَصْدُ الْبَاسَلِيقِ: يَنْفَعُ مِنْ حَرَارَةِ الْكَبِدِ وَالطِّحَالِ وَالْأَوْرَامِ الْكَائِنَةِ فِيهِمَا مِنَ الدَّمِ، وَيَنْفَعُ مِنْ أَوْرَامِ الرِّئَةِ، وَيَنْفَعُ مِنَ الشُّوصَةِ «2» وَذَاتِ الْجَنْبِ وَجَمِيعِ الْأَمْرَاضِ الدَّمَوِيَّةِ الْعَارِضَةِ مِنْ أَسْفَلِ الرُّكْبَةِ إِلَى الْوَرِكِ.
وَفَصْدُ الْأَكْحَلِ: يَنْفَعُ مِنَ الِامْتِلَاءِ الْعَارِضِ فِي جَمِيعِ الْبَدَنِ إِذَا كَانَ دَمَوِيًّا، وَكَذَلِكَ إِذَا كَانَ الدَّمُ قَدْ فَسَدَ فِي جَمِيعِ الْبَدَنِ.
وَفَصْدُ الْقِيفَالِ: «3» يَنْفَعُ مِنَ الْعِلَلِ الْعَارِضَةِ فِي الرَّأْسِ وَالرَّقَبَةِ مِنْ كَثْرَةِ الدَّمِ أو فساده.
وَفَصْدُ الْوَدَجَيْنِ: يَنْفَعُ مِنْ وَجَعِ الطِّحَالِ، وَالرَّبْوِ، وَالْبَهَرِ، وَوَجَعِ الْجَبِينِ
وَالْحِجَامَةُ عَلَى الْكَاهِلِ: تَنْفَعُ مِنْ وَجَعِ الْمَنْكِبِ وَالْحَلْقِ.
وَالْحِجَامَةُ عَلَى الْأَخْدَعَيْنِ، تَنْفَعُ مِنْ أَمْرَاضِ الرَّأْسِ، وَأَجْزَائِهِ، كَالْوَجْهِ، وَالْأَسْنَانِ، وَالْأُذُنَيْنِ، وَالْعَيْنَيْنِ، وَالْأَنْفِ، وَالْحَلْقِ إِذَا كَانَ حُدُوثُ ذَلِكَ عَنْ كَثْرَةِ الدَّمِ أَوْ فَسَادِهِ، أَوْ عَنْهُمَا جَمِيعًا.
قَالَ أنس رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْتَجِمُ فِي الْأَخْدَعَيْنِ وَالْكَاهِلِ «4» .
قَالَ أنس رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْتَجِمُ فِي الْأَخْدَعَيْنِ وَالْكَاهِلِ «4» .
وَفِي «الصَّحِيحَيْنِ» عَنْهُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحتجم ثَلَاثًا: وَاحِدَةً عَلَى كَاهِلِهِ، وَاثْنَتَيْنِ عَلَى الْأَخْدَعَيْنِ «5»
وَفِي الصَّحِيحِ: عَنْهُ، أَنَّهُ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ لِصُدَاعٍ كَانَ بِهِ «6» .
وَفِي «سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ» عَنْ علي، نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِجَامَةِ الْأَخْدَعَيْنِ وَالْكَاهِلِ «7» .
وَفِي «سُنَنِ أبي داود» مِنْ حَدِيثِ جابر، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «احْتَجَمَ فِي وَرِكِهِ مِنْ وَثْءٍ كَانَ بِهِ» «8» .
فوائد الحجامة مما ثبت بالطب الحديث
اجرت العديد من الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية دراسات علمية وابحاث عن فوائد الحجامة (cupping)
فتبين من خلال اطلاعي على ما يزيد عن 250 مصدر من دراسات ومقالات وأبحاث وتقارير عن فوائد الحجامة أن الفوائد الأكثر تقاطعا بيت تلك الابحاث هي:
1.تقوية المناعة
2.آلام الظهر والرقبة
3.بعض الأمراض الجلدية مثل حب الشباب وخلايا النحل
4.خفض نسبة الكولسترول
5.الصداع النصفي
6.التهاب المفاصل وخصوصا الركبة والكتف
7.الحزام الناري
8.شلل الوجه
9.الربو و السعال وضيق التنفس
10.انفتاق القرص القطني
11.سرطان عنق الرحم
12.تزيد من نشاط الجسم
13.مسكنة لآلام العضلات
14.تقوية الذاكرة والقدرات العقلية
15.ارتفاع ضغط الدم
16.مرض السكري
مقتطفات من بعض الدراسات العلمية
1. ذكرت جامعة هارفارد الشهيرة تقريرا سنة 2016 تعرف فيه الحجامة وتذكر شيء من فوائدها ومن جملة ما قال الطبيب Robert H. Shmerling, MDتصف مراجعة حديثة للعلاج بالحجامة على انه علاج يمكن أن يعزز مقاومة الجسم ، واستعادة التوازن بين القوى الإيجابية والسلبية ، وإزالة العوامل المسببة للأمراض ، وتعزيز الدورة الدموية. ولكن بالضبط كيف غير واضح.(9)
لدي تعليق على كلمة الطبيب(ولكن بالضبط كيف غير واضح)
التعليق هو آيتين من كتاب الله تعالى موجه لمن ينكر النصوص بحجة الدراسات العلمية و الرأي و الهوى فنحن نعامل النص الصحيح بالتسليم قبل وبعد ان يثبته العلم الحديث
قال الله تعالى:{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوٰىٓ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحٰى (4) }
[ سورة النجم : 3 الى 4 ]
وقال الله تعالى: { وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا }
[ سورة الإسراء : 85 ]
2. نشرت المجلة الدولية للعلوم الطبية بحث علمي كبير ومفصل عن العلاج بالحجامة قام بالبحث عدد من الأطباء مستندين على 84 دراسة الطبية عربية وعالمية وهذا البحث من اغنى البحوث العلمية بهاذا المجال خصوصا ان من قام به هم اطباء متخصصون قدمو البحث بطريقة علمية راعت شروط وقواعد البحث العلمي ولا مجال لإدراج البحث هنا بسبب حجمه الكبير ولكن يمكنك قراءة البحث من خلال الرابط (١٠)
3. نشر الموقع الشهير healthline الذي يديره أكثر من ١٠٠ متخصص بحث عن فوائد الحجامة مستندا على ٥ أبحاث علمية والمقال في الرابط (١١)
4. نشر الموقع المتخصص بالأبحاث الطبية للطب التكميلي: sciencedirect بحث مفصل يتحدث عن فوائد الحجامة واستند البحث على 101 بحث وأختبار علمي والمقال في الرابط (12)
قال الله تعالى { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }
[ سورة الملك : 14 ]
ولكن نذكر هذه الدراسات للإستئناس ولتكون شاهدة على الحق الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحجة على من دخلت شبهة انكار الطب النبوي على قلبه ومع هذا فالواجب على المسلم الأخذ بالأسباب والتداوي بما توصل إليه الطب الحديث فهذا من سنة نبنا محمد صلى الله عليه وسلم وان لا يهمل المسلم ما أمر به نبينا صلى الله عليه وسلم من الطب النبوي ففيه خير كبير وبركة بإذن الله تعالى وان يستفيد مما توصل إليه العالم من تطور وان يكون المسلم سباقا بوضع بصماته بهذا التطور كما فعل علماء المسلمين السابقين الذين كانوا رواد جميع العلوم حين كان الإسلام يعامل كمنهج حياة
3. نشر الموقع الشهير healthline الذي يديره أكثر من ١٠٠ متخصص بحث عن فوائد الحجامة مستندا على ٥ أبحاث علمية والمقال في الرابط (١١)
4. نشر الموقع المتخصص بالأبحاث الطبية للطب التكميلي: sciencedirect بحث مفصل يتحدث عن فوائد الحجامة واستند البحث على 101 بحث وأختبار علمي والمقال في الرابط (12)
ملاحظة:
بالنسبة للدراسات العلمية نحن كمسلمين نسلم بكلام الله تعالى وكلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونعمل به قبل وبعد ان يثبت العلم صحته لانه حق وهوة من عند العليم الخبيرقال الله تعالى { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }
[ سورة الملك : 14 ]
ولكن نذكر هذه الدراسات للإستئناس ولتكون شاهدة على الحق الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحجة على من دخلت شبهة انكار الطب النبوي على قلبه ومع هذا فالواجب على المسلم الأخذ بالأسباب والتداوي بما توصل إليه الطب الحديث فهذا من سنة نبنا محمد صلى الله عليه وسلم وان لا يهمل المسلم ما أمر به نبينا صلى الله عليه وسلم من الطب النبوي ففيه خير كبير وبركة بإذن الله تعالى وان يستفيد مما توصل إليه العالم من تطور وان يكون المسلم سباقا بوضع بصماته بهذا التطور كما فعل علماء المسلمين السابقين الذين كانوا رواد جميع العلوم حين كان الإسلام يعامل كمنهج حياة
المصادر والمراجع مع البيان
(1) أخرجه ابو نعيم في كتاب الطب النبوي بلفظ «خير ما تداويتم به الحجم والفصد» عن علي أمير المؤمنين رضي الله عنه، أما لفظ «خير ما تداويتم به الحجامة والفصد» بتأنيث الحجامة لم نعثر عليه في شيء من كتب الحديث التي اطلعنا عليها.
(2) الشّوصة: وجع في البطن، أو هي ريح تعتقب في الأضلاع، أو ورم في حجابها من داخل، واحتلاح العرق- انظر القاموس المحيط
(3) القيفال بالكسر: عرق في اليد يفصد- المرجع السابق
(4) أخرجه الترمذي في سننه وفي كتاب الشمائل له وأبو داود وابن ماجه والإمام أحمد والحاكم وصححه وأقره الذهبي على ذلك: وهذا الحديث بزيادة «وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين: أخرجه الترمذي والحاكم في الطب عن أنس بن مالك، والطبراني في الكبير- والحاكم في الطب أيضا عن ابن عباس وقال صحيح على شرطهما وقال الترمذي: حسن غريب.
(5) لم يخرّج هذا الحديث في الصحيحين، وإنما خرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن
(6) أخرجه البخاري في الطب
(7) أخرجه ابن ماجه. وسنده ضعيف
(8) أخرجه أبو داود ورجاله ثقات. والوشء، والوشاءة: وصم يصيب اللحم لا يبلغ العظم، أو توجّع في العظم بلا كسر أو هو الفلك: وثئت يده كفرح تثأ وشأ فهي وثئة كفرحة- انظر القاموس المحيط.
(9)https://www.health.harvard.edu/blog/what-exactly-is-cupping-2016093010402
(10)https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4538900/
(11)https://www.healthline.com/health/cupping-therapy#conditions
(12)https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2225411018300191
(9)https://www.health.harvard.edu/blog/what-exactly-is-cupping-2016093010402
(10)https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4538900/
(11)https://www.healthline.com/health/cupping-therapy#conditions
(12)https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2225411018300191
تعليقات
إرسال تعليق