القائمة الرئيسية

الصفحات

طب امراض القلوب وعلاجها للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم 

فَأَمَّا طِبُّ الْقُلُوبِ:

فَمُسَلَّمٌ إِلَى الرُّسُلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ، وَلَا سَبِيلَ إِلَى حُصُولِهِ إِلَّا مِنْ جِهَتِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ

فَإِنَّ صَلَاحَ الْقُلُوبِ:

 أَنْ تَكُونَ عَارِفَةً بِرَبِّهَا، وَفَاطِرِهَا
وَبِأَسْمَائِهِ، وَصِفَاتِهِ
وَأَفْعَالِهِ، وَأَحْكَامِهِ
وَأَنْ تَكُونَ مُؤْثِرَةً لِمَرْضَاتِهِ وَمُحَابِّهِ
مُتَجَنِّبَةً لِمَنَاهِيهِ وَمَسَاخِطِهِ
وَلَا صِحَّةَ لَهَا وَلَا حَيَاةَ الْبَتَّةَ إِلَّا بِذَلِكَ
وَلَا سَبِيلَ إِلَى تَلَقِّيهِ إِلَّا مِنْ جِهَةِ الرُّسُلِ وَمَا يُظَنُّ مِنْ حُصُولِ صِحَّةِ الْقَلْبِ بِدُونِ اتِّبَاعِهِمْ، فَغَلَطٌ مِمَّنْ يَظُنُّ ذَلِكَ
وَإِنِّمَا ذَلِكَ حَيَاةُ نَفْسِهِ الْبَهِيمِيَّةِ الشَّهْوَانِيَّةِ، وَصِحَّتُهَا وَقُوَّتُهَا، وَحَيَاةُ قَلْبِهِ وَصِحَّتُهُ، وَقُوَّتُهُ عَنْ ذَلِكَ بِمَعْزِلٍ وَمَنْ لَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا، فَلْيَبْكِ عَلَى حَيَاةِ قَلْبِهِ، فَإِنَّهُ مِنَ الْأَمْوَاتِ، وَعَلَى نُورِهِ، فَإِنَّهُ مُنْغَمِسٌ فِي بِحَارِ الظُّلُمَاتِ.

من كتاب الطب النبوي للإمام ابن القيم الجوزية 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات